معظم المدارس الآن لديها سياسة بعدم السماح باستخدام الهواتف المحمولة في المدرسة.
وقد يسمح للطالب بحمل الهاتف الخاص به إﻻ أن استخدامه له شروط خاصة من حيث المكان الذي يستخدم فيه والظروف المستدعية لذلك.
وهناك من يؤيد هذا الرأي بشدة ويراه ضرورياً لكل طالب، ولكن في الجهة المقابلة هناك من يرفضه ويرى مساوئه.
ففي جهة يرى المؤيدون لحمل الهواتف المحمولة في المدارس أنه ليس هناك أسوأ من عدم معرفة مكان تواجد ابنك، أو ما إذا كان بخير ويعدون ذلك كابوساً بكافة المقاييس وخاصة في المدن الكبيرة حيث يستقل الطﻻب أنواع الحافﻻت و السيارات للوصول لمدرستهم التى قد تكون في مكان غير قريب من المنزل، أو عندما يكون الطقس سيئاً أو حتى من رفقاء السوء الذين قد يشكلون خطراً على الطفل إن لم يكن خاضعا للرقابة الدائمة.
ولذا فأصحاب هذا الرأي يرون الهواتف المحمولة آداة رائعة حيث تتمكن من التواصل مع أبنائك بسهولة سواء صوتيا أو عبر الرسائل السريعة. كما يمكنها عند الضرورة ان تكون وسيلة اطلب النجدة او الاستغاثة. إذن فهي تمثل راحة نفسية فورية للوالد او الوالدة عند الأطمئنان ان كل شئ على ما يرام في أي وقت. كما أنها تربي الطفل على تحمل المسئولية وتحثه على استخدام حريته بشكل صحيح. كما يمكن الاستفادة من التقنيات الموجودة به (آلة حاسبة، التقويم السنوي، برنامج القرآن الكريم، قواميس، كتب، ألعاب الكترونية، أناشيد…).
على الصعيد الآخر فالرأي المعارض يقول انه قد اثبتت الدراسات الحديثة أن الهواتف المحمولة قد تكون وسيلة تشتيت شديد للطلاب. فكونها صغيرة الحجم وسهلة الإخفاء ويمكن غلق صوتها بسهولة امر يجعلها خطيرة
فيمكن استخدام الهواتف المحمولة للغش بين الطﻻب وذلك بإرسال الإجابات لبعضهم او غيرها بإستخدام التكنولوجيا الحديثة المتوافرة في الهواتف الذكية. كما يجب أن تتخيل ما يمكن ان يفعله الطﻻب بها في المدرسة من مضايقات لبعضهم البعض، او الإتصال بمن ﻻ يعرفونه او استخدام الكاميرا أو الإبحار في عالم الإنترنت الذي من الممكن -عند اساءة استخدامه-أن يفسد الطﻻب أخﻻقياً، وما إلى ذلك من السلبيات التى يستخدم بها الهاتف عموما وتمثل خطراً محدقاً بالطﻻب في العموم فما بالنا باستخدامها بالمدرسة!
كما أن استخدام الهواتف في المدرسة يعزز الفردية واللعب الإلكتروني بعيداً عن الآخرين، وقد يولد الغيرة بين التلاميذ والتنافس المظهري، عند اقتناء بعضهم الأجهزة المكلفة مالياً مما يرهق ميزانية الأسرة ويفسد شخصية الطفل.
وكحل لهذه المشكلة فإن معظم المدارس الخاصة تلجأ في معظم الأحوال لبعض الشروط عند استخدام الهواتف المحمولة، وذلك لتجد حﻻً وسطاً يقلل من السلبيات التى تعرضنا لها. فيجب على الطﻻب إغلاق الهواتف تماماً اثناء الحصص الدراسية وﻻ يجب إستخدامها إﻻ في أماكن معينة وبشروط محددة.
أما دور المعلم والمنزل هو أن يتم توعية الطلاب لاستخدام الهواتف النقالة بصورة صحيحة ومفيدة والحث الدائم على التخلق بالأخلاق الحسنة القويمة التي من شأنها -إن تركت ولم يتم تنميتها- أن تجعله شخصاً غير ناجح في حياته، وقد تعوق تقدمه الدراسي.