إن المتعلم - سواء كان طفلا، طالبا، مريضا أو غير ذلك - فهو عامل نشط، يبحث عن قصد لبناء المعرفة في سياق ذي معنى في تفاعل مستمر مع أشخاص آخرين. إذا كانت هذه السياقات غنية بالفرص، فإن الأفراد يتشجعون على ترجمة التجارب إلى الكلمات التي كانوا ينذرونها على مستوى شعور فقط.
مهارات التدريس – فيجوتسكي بحسب المصادر المتنوعة, هو عالم سوفييتي, يعتبر من أبرز رواد اللغة, وله اهتمام خاص بالجانب التعليمي, خصوصا في مجال الصعوبات العقلية والبدنية ،مثل العمى والتخلف العقلي وفقد القدرة على الكلام. أقام العديد من المعامل خصص بعضها لدراسة الأطفال ذوي الصعوبات البدنية والعقلية.
اشتهر بنظريته الاجتماعية المعروفة والتي تقوم على أساس التفاعل الاجتماعي والذي يلعب دورا أساسيا بحسب النظرية في تطوير الإدراك، ويظهر مدى تطور الطفل الثقافي مرتين الأولى على المستوى الاجتماعي والثانية على المستوى الفردي.
وفيما يلي نقترح عليكم مجموعة من المفاهيم العامة لهذه النظرية, قمنا بتجميعها من خلال أكثر من مصدر إلكتروني تربوي وأكاديمي, اهتم خبراءهم بدراسة هذه النظرية:
نظرية فيجوتسكي للتعلم:
يرى فيجوتسكي أن أساس تعلم اللغة يعود إلى التفاعل الاجتماعي، وهذا لا يتعارض مع أفكار السلوكيين أو الفطريين حول تعلم اللغة، وأعاد فيجوتسكي صياغة نظرية التفاعل الاجتماعي بالكلمات الآتية:“العلاقة بين الفكر والكلمة هو إنسان حي”.
حيث يدور موضوع نظرية فيجوتسكي ضمن نطاق التفاعل الاجتماعي، ويبسط فيجوتسكي رأيه بقوله:” إن أي عمل يتعلق بتطور الطفل الثقافي يظهر مرتين: مرة على المستوى الاجتماعي مع الناس وبينهم، وأخرى على المستوى الفردي في نفسية الطفل وداخله”.
ماهي المراحل التي يمر بها الطفل؟
حدد فيجوتسكي ثلاثة مراحل يمر بها الطفل هي
المرحلة الانتقالية العشوائية: يتكون الإدراك المفهومي عند الطفل عن طريق دمج العناصر المختلفة على شكل صورة واحدة عن طريق الصدفة، بحيث تتكون المفاهيم الأولى عن الأشياء بصورة عفوية وتكون في السنة الثانية.
المرحلة التنظيمية: وهي من السنة الثالثة حتى الثامنة من العمر.
المرحلة التجريدية: يتعرف الطفل بسهولة على وجه الشبه والاختلاف بين الأشياء وكذلك يتحول اهتمام الطفل إلى حديث موجه لذاته داخلي يجريه مع نفسه، وهذا عادة في الثامنة من العمر.
مفهوم النضج عند فيجوتسكي:
يعتقد ان النضج البيولوجي كعملية سلبية لا يفسر بكفاية نمو الأنماط المركبة من السلوك الانساني والتي تتميز بالتعقيد نظراً لتحولها (تطورها) الكيفي من نمط إلى آخر.
– خلافاً لذلك يعتقد أن قدرة الانسان على التغير او التطور تمكنه من تسخير الأدوات كوسيلة مساعدة لحل المشكلات الصعبة في الطبيعة أو بمعنى آخر استعمالها كوسائط.
– العلامات والرموز كالكلمات تستدخل لتقابل الأدوات الخارجية وتعمل كوسائط للتفاعل ، إضافة الى وظائفها المعرفية، وبهذه الوظائف تصبح القاعدة الأساسية للأنشطة المعرفية الأخرى.
* ويشير فيجوتسكي الى وظائف العلامة بالنقاط التالية:
أ. تظهر كنتيجة لعملية معقدة وطويلة تخضع لكل القوانين الأساسية لعملية التطور النفسي, فاستخدام الاطفال للعلامات ليس مجرد تعلم بسيط من الكبار ، ولكنها تظهر من شئ ليس في الاساس علامة ثم تصبح كذلك من خلال عمليات عديدة من التحول الكيفي (التطوري).
ب. يؤدي كل تحول من هذه التحولات المتتابعة إلى وضع أو استعداد للمرحلة التالية، كما أن المرحلة الحالية مشروطة بتحقق المرحلة السابقة.
ج. العمليات النفسية العليا تحكم بنفس قوانين النمو والتطور، ففي عملية النمو العامة يمكن أن تفرق بين العملية البدائية والتي يكون اساسها بيولوجي والعمليات النفسية العليا والتي يكون اساسها اجتماعي –ثقافي ويتولد تاريخ نمو وتطور السلوك من الحركة الداخلية لهذين الخطين.
وفيما يلي نقترح عليكم تحميل ملف شامل عن اثر التدريس وفق نظرية فيجوتسكي في اكتساب طلبة المتوسطة للمفاهيم الرياضية: