مظاهر سوء سلوك الطلاب، وكيفية تعامل المعلم معها بنجاح
يتعامل معظم المعلمين يومياً مع مظاهر مختلفة لسوء سلوك الطلبة، وفي معظم الأحيان قد لا يشكل هذا السلوك مشكلة كبيرة، ولكن قد يتطور الأمر ليصبح مشكلة حقيقية بعد ترك هذا السلوك دون التعامل المناسب معه مما يعيقك كمعلم من إدارة الصف، وفي ذات الوقت يجعل الحصول على بيئة تعليمية ناجحة أمراً ميؤوساً منه. عبر هذا المقال سنقدم إليك عزيزي المعلم عدداً من المشاكل السلوكية التي يمارسها الطلاب، ومن ثم سنعرض طرق التعامل معها بحكمة عبر خطة مدروسة لتقويم الطلاب.
يجب ملاحظة أن التصرفات الكبيرة مثل العدائية أو الغش لن يتم التطرق إليها هنا، حيث أنها تستدعي تصرفاً أكثر حسماً. وعليك أن تعرف أنك كلما تعاملت مع المشكلة أسرع وبحكمة أكبر كلما أسرعت في تداركها قبل تفاقمها.
تمرير الملاحظات:
تمرير الملاحظات في الصف لا يكون مشتتاً فقط لمن يمررها، بل للطلبة المحيطين بهم. ومفتاح الحل لهذا السلوك هو ضبط الطلاب متلبسين! أي أن تتمكن من الإمساك بالطالب أثناء تمرير الورقة وأخذها منه وعندها يختلف التصرف من معلم إلى آخر حسب طريقته في التعامل مع الطلبة فمنهم من يقرؤها ومنهم من يرميها، ومنهم من يعيدها لمرسلها ويعنفه.
التحدث أثناء الحصة:
أول خطوة للحد من مشكلة الكلام أثناء الحصة هو الذهاب للوقوف بالقرب من الطلبة المتكلمين، وهذا التصرف يجعلهم يعرفون أنك على علم بسوء تصرفهم ، وقد يكون هذا التصرف في بعض الأحيان وحده كافياً للحد من الكلام تماماً. ولكن إن لم يكن كافياً، جرب أن تسكت بدورك وتنظر للمتكلم والذي من المرجح أن يسكت أيضاً مباشرة عندما يلاحظ سكوتك. استخدام تقرير السلوك قد يفيدك في حال تكرر مشكلة الكلام أثناء الشرح.
الشرود وتوقف العمل:
قد تشعر بتوقف العمل بالحصة لعدة أسباب فقد يسرح الطالب أو يقوم بحل واجب مدرسي خاص بحصة أخرى، بل قد يقوم بإرسال الرسائل القصيرة عبر هاتفه.
إن لم يكن هذا تصرف فردياً معتاداً لدى طالب معين يجب أن تتعامل معه فالحل في هذه الحالة أن تقوم بالتوجه إلى مكان هذا الطالب بينما تقوم بشرح مادتك، أى لا تتوقف، بل تقف بجانبه بينما تشرح وقد يكون ذلك كفيلاً بتنبيهه بهدوء وذكاء إلى كونك على دراية بما يفعل.
المزاح أثناء الحصة:
كل عام ستواجه على الأقل في كل فصل مهرجاً خاصاً به! ومفتاح التعامل مع مهرج الصف هذا هو تحويل طاقته إلى طاقة إيجابية داخل الصف. مع ملاحظة أن التعامل غير الحكيم قد ينتج عنه موقف كبير وتفاقم كبير لمشكلة التهريج في الصف. لذا يمكنك التكلم معه بعد الحصة وتحميله المسؤولية، وإشعاره أنك تقدره وتنتظر منه ما هو أفضل.
الصراخ ورفع الأصوات:
مشاركة الطلاب في الشرح ورفع أيديهم والإجابة على الأسئلة أمر مهم ومشجع للمدرس، ولكنك في بعض الأحيان لن تتمكن من السيطرة على صراخ الطلبة، وخصوصاً إن كان هناك مدرسون آخرون يتعاملون بطريقة مختلفة عن تلك التى تتبعها. عليك أن تتجاهل تماماً الإجابات الغير منظمة والعشوائية أو التي يصرخ بها الطلاب. فقط استمع لمن يرفع يده للإجابة باحترام وأدب دون أن يتكلم. احرص على اتباع هذه الطريقة منذ البداية لتتأكد من أن الطلبة قاموا باستيعاب هذة القاعدة. يمكنك أيضاً الاتفاق مع الطلاب على قواعد الأصوات داخل غرفة الصف منذ اليوم الأول، ففكرة كهذه تجعل السيطرة على الصراخ والأصوات العالية أمراً سهلاً.
النوم في الفصل:
يجب أن تأمل أن يكون هذا نادر الحدوث! على النقيض من مشكلة الصراخ تأتي مشكلة النوم والخمول. إن نام طالب أثناء قيامك بالشرح فعليك أن تقوم بإيقاظه بهدوء ومن ثم التحدث معه جانباً. إسأله إن كان قد حصل على قدرٍ كافٍ من النوم مساء؟ إن كان يواجه أية مشكلات بالمنزل؟ هل هو مريض؟ فإن لم يكن هذا تصرفاً مألوفاً من هذا الطالب فربما يجب أن تلجأ للمشرف الإجتماعي ليتعرف أكثر على المشكلة.
الرد بأسلوب غير لائق:
قد تكون قلة التهذيب أحد أسوأ المشكلات. فإن واجهت هذة المشكلة عليك القيام بخطة تهذيبية فورية، سواء بطرده خارج الصف أو إبلاغ ولي الأمر بذلك أو اتباع استراتيجية تقارير السلوك أوما إلى ذلك. في كل الأحوال يجب أن تحافظ على هدوئك وأن لا ينفد صبرك ،بحيث تحاول التحدث مع الطالب بهدوء. كما يمكنك أن تستدعي ولي امره إن تكرر الفعل لتتناقش معه في سلوك الطالب.
في النهاية عليك أن تتذكر أنك للحصول على بيئة صف مثالية يجب أن تقدم أفضل ما لديك، وأن تستشعر أهمية ما تقوم، وبذلك لن تواجه مثل هذه السلوكيات السلبية إلا فيما ندر.