مشكلات السلوك المدرسي:عناصر بيداغوجية لتربية الانضباط

يتعرض بعض المدرسين في بداية حياتهم المهنية إلى مشاكل متعلقة بسلوك تلاميذهم داخل الفضاء المدرسي .وقد يستمر الأمر طويلا، ما ينتج عنه أضرار نفسية ومادية وتربوية واجتماعية ، تنعكس سلبا على المدرس والتلميذ والمنهاج الدراسي والفضاء البيداغوجي. فالإصابة إذا مدمرة للأفراد والجماعة وأهداف التربية واقتصاد التربية.

لهذا اعتقد بضرورة بسط بعض عناصر خطة بيداغوجية لتربية الانضباط،لان القسم مصدر أساسي لتوليد العلم والمعرفة وتأصيل السلوك القويم؛بتكليف من المجتمع.ولايمكن للمدرس القيام بهذه الأدوار الافي مناخ الانضباط والمتعة الدراسية وقوة الدافعية للانجاز.

والحقيقة أن الفرق شاسع بين الضبط والانضباط؛ فالضبط مصدره خارجي والانضباط مصدره داخلي من الذات .

فالمدرس الذي يستهدف ضبط تلاميذه يمتشق مقاربة التسلط.

والمدرس الذي يستهدف انضباط تلاميذه يستعمل المقاربة التشاركية.

ولهذا فان اليوم الأول مع التلاميذ حاسم في رسم خطة الطريق البيداغوجية، وتحديد العلاقات ، وتوضيح الحقوق و الواجبات.

ومن ا لضروري الاتفاق على المكافآت والعقوبات.

ـ المطلوب من المدرس  إن يكون أول من يدخل إلى القسم لمعرفة وضعيته وتقييم حاجياته،لان النقص في الوسائل قد يكون تعله للشغب، فعدم وجود مقعد مثلا أو وجوده في حالة غير صالحة يمكن إن يقلق التلاميذ وبذلك البلبلة.

ـ لايمكن بدء الدرس حتى يعم القسم الهدوء ضمانا للتواصل الأمثل

وتجنب التشويش.

ـ المدرس الجيد يحفظ أسماء تلامذته بصحيح النطق تجنبا للتهكم وتأكيدا لمعرفته الحقيقية لتلامذته.

ـ الوقوف أفضل من الجلوس لأنه يساعد على تركيز التلاميذ وتتبع خطوات مدرسهم بدل الانشغال بأشياء خاصة تكون مصدر فتنة.

ـ وضوح الصوت لتجنب التكرار والغموض وضعف الأداء وبعد ذلك الاحتجاج.

ـ التوزيع العادل لنظرات المدرس بين جميع التلاميذ حتى لا يشعر احد بالتهميش فيكون رد الفعل سلبيا.

ـ تامين الزمن المدرسي جيدا لتجنب الفراغ، والفراغ موئل الهرج والبلبلة.

ـ إبراز الحس البيداغوجي المتطور بنصب خطة بيداغوجية تستبق الأسئلة المحتملة لنهيي الإجابة عنها والظهور بمظهر لائق يضمن ثقة التلاميذ في مدرسهم.

ـ الإعداد الجيد للدرس يشد انتباه التلاميذ وياسر اهتمامهم ويحفزهم على التفكير وإعطاء دفء للدرس بالتفاعلات الايجابية.

ـ استعمال لغة مفهومة يوسع مدارك التلاميذ ويثري قدراتهم اللغوية ،فيكون التواصل امثل وتنتفي فرص الهرج والمرج.

ـ إشاعة روح المحبة والتآزر بين التلاميذ يزيل عنهم أهم أسباب التوتر والقلق فتسري فيهم الطمأنينة والتعاون .

ـ ان التوزيع الأمن للمقاعد يضمن الجانب الجمالي، وييسر حركة المرور تجنبا لكل احتكاك بين التلاميذ عند الدخول والخروج.

ـ توزيع التلاميذ حسب إحجامهم يضمن رؤية عادية للجميع لان إعاقة الرؤية قد تولد شغبا بين التلاميذ وكذلك السمع.

ـ التشغيل العادل لجميع التلاميذ،لان الاهتمام بالتلميذ الجيد وحده يدفع الأخر إلى عدم الاهتمام أو افتعال الشغب والانصراف إلى المحادثة الجانبية،لذلك قيل: إذا لم تشغل التلميذ شغلك.

ـ عدم الانشغال عن التلاميذ بالهاتف أو غيره لأنها فرصة للفوضى.

ـ تنظيم الأجوبة الشفوية ضمانا للنظام وتحمل المسؤولية وحرصا على آداب الحديث.

ـ تجنب العداء الجماعي للقسم لان هذا التوجه يقوي لحمته ضد مدرسه،لذلك لابد من علاج كل حالة على حدة:

من التلاميذ من يرتدع بالتنبيه ومنهم من يرتدع بالتهديد منهم من لا يرتدع إلا بالعقاب.

ـ طرد التلاميذ يبرز العجز عن حل مشكلتهم ،فتضيع منهم فرصة التعلم ، ومنهم من يفتعل سبب طرده؛وهذه علامة على النفور من المادة وكراهية المدرس ، وقد يتطور الامرالى التأليب عليه الانتقام منه. لهذا لا بد من التحلي بالصبر وتفهم هذه الحالات بالتحبب إليها لتصعيد عدوانيتها إلى طاقة ايجابية، وتجنب السخرية منهم تجنبا للرد بالمثل.

ـ ومن الصفات المربية للانضباط الحزم الذي يشعر بوجوب تنفيذ أوامر المدرس، والصبر لان من يثور لأتفه الأسباب يكون فرجة لتلاميذه إما الإخلاص فانه يعطي للمدرس هيبة و وقارا وتقديرا متبادلا

ـ إن تنويع أسلوب التنشيط التربوي يجنب المدرس الا سفاف والابتذال ويعطيه حيوية دائمة ويعزز الثقة فيه،ويذيب الملل.

هذه عناصر تساهم في تربية الانضباط في تلامذتنا من خلال القول والفعل والاقتداء، وإشراك الناشئة في تدبير الحياة المدرسية بطمأنينة وإشعاع  وانضباط.

محمد أبو طالب/ موقع وجدة الالكتروني

ادارة الصفالإنضباطالتعامل مع الطلابسلوكسلوك الطلاب
Comments (1)
Add Comment
  • عادل الجزائري

    شكرا جزيلا على هذه الدراسة التحليلية لظاهرة العنف المدرسيّ والسلوكات غير السوية داخل المؤسسات التعليمية، لقد قدمتم توجيهات قيّمة و نصائح رائعة للمربين من أجل التحكم في سلوك المتعلمين ، نأمل أن يطلع عليها جمهور كبير من المعلمين من أجل اكتساب مهارات إدارة الصف.
    أتمنى لكم التوفيق في كل ما تتناولونه من موضوعات تخدم التربية و التعليم.
    تحيّاتي