قد تكون هذه المعلومة غريبة بالنسبة إليك!
ولكن استنادا على أحدث الدراسات الفريدة من نوعها فقد وجد أن المعلمين الذين يقرؤون كتب أدب الأطفال من أجل متعة القراءة في ذاتها وليس لتنمية قدراتهم فقط تتكون لديهم معرفة أكبر وثقة كبيرة بل ووجد انهم يكونون اهدأ وقليلي التوتر في الفصل الدراسي.
ووجدت الدراسة أن المعلم القارئ يشجع طﻻبه على القراءة بل وإن كانوا صغار السن فإنه بذلك يغرس في طﻻبه حب القراءة والأطﻻع وشجاعة المشاركة وإبداء الرأي وهي أمور مفيدة جدا في هذا السن الصغير والذي يظل معه حتى يكبر وبالتالي يفيده ويضيف الكثير عليه وإلى شخصيته.
وفي سياق الدراسة طُلِب من المدرسين محل الدراسة من المتعاملين مع الأطفال أن يكون يقوموا بقراءة ثلاث كتب بحد أدنى خاصة بالأطفال على مدار العام وكان الهدف الأولى هو تنمية معرفتهم الثقافية بأدب الأطفال، ولكن نتج عن ذلك عدة نواح ايجابية بجانب التنمية الفكرية للمعلم وقدرته على فهم طﻻبه فإنه قد وجد ان المعلمون اصبحوا أكثر تفهما لحاجات الطفل النفسية بل وقلت نسبة التوتر والشد العصبي لديهم وذاتهم ثقتهم بنفسهم بصورة كبيرة.
عندما طلب من المعلمين محل الدراسة إبداء رأيهم في هذة التجربة قال بعضهم أنه وجد متعة خاصة في الانغماس في الكتاب والغوص مع شخصياته وقال البعض الآخر أن هذا الاستمتاع نشأ من هذا الشعور بالحنين إلى الماضي وتذكر الطفولة الخاصة به عند قراءة هذه الكتب مما أعطاهم راحة وثقة كبيرين لمشاركة الكتب مع طﻻبهم.
ولذا فقد أصبح مصطلح bibliotherapy او المعالجة بالكتب أكثر شيوعاً في هذا المجال وليس مقتصراً على مجاله الطبي؛ حيث كان المصطلح يستخد في علم الطب النفسي حيث يصف الطبيب النفسي في حاﻻت الاكتئاب او امراض التغذية بعض الكتب للمريض لقرائتها كجزء من العلاج. والتحسن النفسي عن طريق الكتب يكون عن طريق ان يقوم القارئ بالإنخراط مع القصة التى يقرأها والتفاعل الوجداني والعاطفي مع ابطالها فيمكنه بذلك ان يحل مشاكله الخاصة بالمواقف الموجودة فيه أو بالشعور ان مشاكله ليست فريدة من نوعها وليست غير قابلة للحل.
وبطبيعة عمل المدرس ويومه المشغول فإن بالطبع في نهاية اليوم ﻻ يوجد أفضل من الانخراط في كتاب مسلى ينسى معه التوتر الذي يمر به . فقال معلم في تعليقه على الأمر:” الكتاب هو أفضل صديق في الأوقات المتوترة “.
وقد اوصت UK Literacy Association (UKLA) جمعية محو الأمية في المملكة المتحدة بضرورة أن يقرأ المعلم من أجل المتعة في تدريبهم وتنميتهم. فإن قراءة كم متنوع من أدب الأطفال الجيد ﻻ يعود بالنفع فقط على المجال الثقافي والعلمي بل يعود بالنفع على المجال النفسي للمعلم والتربوي لطﻻبه.
المصدر:
http://www.theguardian.com/teacher-network/teacher-blog/2013/jul/25/teachers-read-more-childrens-books