هل فكرت يوماً أنه ما من جدوى من التوجيه، أو أن العود الأعوج يبقى كذلك مهما حاولت اصلاحه، فكل كلامك غير مسموع، وكل ممنوع -في غرفة الصف- مرغوب؟؟ في أحيان كثيرة تشعر أنه لا فائدة ولا أمل من الطلاب، وتقرر أنك ستركز على “الصفوة” وتتجاهل بقية طلاب الصف، وخصوصاً الطلاب المشاغبين والمهرجين، إذ -حسب تفكيرك- لا فائدة ترجى منهم وما من مستقبل باهر ينتظرهم!!
فلننظر من الجانب الآخر.. ألم تسمع يوماً أخباراً عن أحد زملاء طفولتك ممن اشتهروا بالفشل والفوضى وإحداث الشغب، ولم يتوقع لهم أحد يوماً مستقبلاً باهراً، وفوجئت بحصولهم اليوم على أرفع الشهادات العلمية، أو تخرجهم من أحسن الكليات أو نيلهم أرفع المناصب، وتغير مستقبلهم تماماً عن تلك الأيام؟؟ البدايات المتعثرة لا تعني دوماً نهايات بائسة، وكثيراً ما نسمع عن بدايات الكثير من العباقرة ونتفاجأ بكونهم ذوي بدايات دراسية غير موفقة.. لا تدري ربما يخرج من بين طلاب الصف الذي تدرسه أحد هؤلاء العباقرة، وتذكر أنك أنت وحدك المسؤول عن اكتشافه!!
لا تيأس يوماً من طفل، ولا تتوقع مستقبلاً قياساً على الحاضر، وإن كان الحاضر ينبيء عن المستقبل في كثير من الأحيان، إلا أن المستقبل لا يتبع للقواعد..
وجه الاهتمام لجميع طلابك، والتمس الأعذار حتى لأكثرهم لؤماً أو بذاءة لسان، فلا تدري ما يعانونه من مشكلات ولا نوعية البيئة التي قدموا منها.. وتذكر دائماً أن البيت والمدرسة يتشاركان بالتساوي في مهمة الإصلاح.