تطرقنا سابقا, لكيفية اكتساب مهارة إدارة قلق الامتحانات, اليوم سنطرح سؤالا مهما جدا, ماذا لو أخفقت أيها الطالب في الامتحان؟ كيف يمكنك تقبل هذا الإخفاق؟ وكيف يمكنك تجاوزه؟
أولا يجب أن تكون لديك قناعة جيدة, بأن حياتنا لاتخلوا من عقبات, لاتخلوا من عثرات, لاتخلوا من إخفاقات, وبالتالي وجب تحصين النفس من أثر وقع هذه السلبيات على إصرارنا على التفوق وتحقيق النجاح بحسب مايسر لنا من مجالات مهنية واجتماعية في هذه الحياة, لأنه من الطبيعي أن نصاب بنوع من اليأس والإحباط بعد كل مرحلة فشل نتعرض لها, إلا أنه من غير الطبيعي الاستسلام لهذا الإحباط, وفقدان الأمل في إمكانية تحقيق نجاح يعقب هذا الفشل.
يقول ابراهيم الفقي (رحمه الله):عندما تفقد الأمل تفقد الرغية ،وعندما تفقد الرغبة تفقد الرؤية ، وعندما تفقد الرؤية تفقد الحياة ، ونعيش تائهين في سراب الأمل.
كلام صحيح, فتجديد الأمل بالنفس, يمنحها الرغبة, في العمل والعطاء, والاجتهاد, واكتساب مهارات التفوق والنجاح, وعندما تتولد الرغبة تتضح الرؤية الحاضرة والمستقبيلة لأي إنجاز, وبالتالي يسهل التخطيط الجيد والمنهجية المحكمة وتتضح معالم مشاريعنا المصيرية, من خلال دراسة جيدة للإيجابيات, وتجاوز متمكن للسلبيات والأخطاء السابقة, التي أوقعتنا في الإخفاقات.
ومن هنا تبدأ انطلاقتك القوية, أيها الطالب بعد رسوبك لقدر الله في الامتحان, لاسيما عندما يتعلق الأمر بالامتحان النهائي في اخر السنة الدراسية, انطلاقة تبدأ بتجديد الأمل, الذي يجدد لديك الرغبة في عام مقبل بإذن الله أفضل, ويمنح لنفسك الثقة, وقناعة أن رسوبك ليس ّإلا عارض حياتي متوقع, ولابد من تجاوزه.
دور الأسرة في تجاوز المحنة:
طبعا ماأسلفنا ذكره من إرشادات وجهناها في خطاب مباشر للطالب, قد لا يستطيع هذا الأخير استيعابها ولا تطبيقها بمفرده, خصوصا إن كان مازل طفلا في مرحلته الابتدائية مثلا, ومن هنا فالتدخل الأسري مهم جدا من أجل رفع معنويات طفلهم الراسب في الامتحان, ومساعدته على تجديد الأمل.
فما الذي يجب فعله؟
تجنب الانتقادات: إن أهم ما يثير توتر الطالب عند الرسوب, ويزيد من حدة قلقه وأحيانا غضبه فيتحول, إلى طفل عدواني, هو كثرة الانتقادات من الأهل للطفل الراسب, وتحميله المسؤولية في رسوبه, وهذا خطأ فمهما كان الطالب مسؤولا عن بعض الأخطاء, التي تسببت في رسوبه, ومن بينها عدم الاستعداد الجيد للامتحان, فلابأس, يجب التوقف عن الانتقادات اللاذعة والمحبطة للطفل, والأولى تشجيعه, وإعادة الأمل لديه أن القادم سيكون أفضل بإذن الله, ونساعده في تجاوز صعوباته النفسية التي ترواده بعد رسوبه.
رأي الخبراء:
يقول أحد الأخصائيين في علم النفس الاجتماعي: “إن ما يجب التأكيد عليه هو اجتناب معاقبة الطفل الذي رسب في الامتحان، ولاسيما العقاب الذي يمارس عبر العنف والترهيب والتهديد، وما شابه ذلك. لأن الطفل يكون في حالة نفسية محبطة ومتأثرا برسوبه، ويجب التقرب منه لا إهماله حتى لا يؤدي العقاب إلى تعميق المحنة بالنسبة إلى الطفل، خاصة وأنه يودع السنة الدراسية وعلى أبواب العطلة، وكذا عدم تمييز التعامل معه إذا كان إخوته قد نجحوا في الامتحان، أو تذكيره بأقرانه المتفوقين” .
وبالتالي, فالرسوب في الامتحانات ليس بنهاية العالم, للطلاب, مهما كانت مرحلتهم الدراسية, الأهم هو الاجتهاد في تجاوز هذه المرحلة, وتجديد الأمل في مستقبل أفضل, مع الاخذ بالأسباب بمنهجية أحسن, يكون لنا فيها الدور المساعد والمهم كأباء وأمهات وأولياء أمور ومعلمين, لمساعدة الطالب على هذا التجاوز الإيجابي لرسوبهم الدراسي.