مهرجو الصف عادةً ما يكونون قادةً بالفطرة، وهم كذلك بحاجة إلى الاهتمام الخاص دوماً، ولا يعرفون كيفية البقاء بعيداً عن الأضواء، لذا فإن التعامل مع هذه النوعية من الطلاب يعتمد بالأساس على تحويل هذه الطاقة والرغبة في الحصول على الاهتمام إلى اتجاهات إيجابية. في هذا المقال أمثلة على الطرق التي يمكنك بها التعامل مع هذه الشخصية الفريدة..
1. تحدث معه خارج الصف عن الوقت المناسب لإطلاق النكات والدعابات:
إذا كان هذا الطالب يقوم بإطلاق الدعابات أثناء شرحك، ويعرقل دائماً سير الحصة، قم بطلب التحدث إليه خارج وقت الحصة على انفراد. اشرح له أن ما يقوله فعلاً طريف في كثير من الأحيان ولكن ذلك يقطع تركيز الكثير من الطلاب، ويضيع عليهم الكثير. حاول أن تشرح وجهة نظرك بكل بساطة واحترام، من دون أن تخلق معه عداوة أو تحدي. وضح له أن هنالك وقتاً يسمح فيه المزاح من حين لآخر، وأنك لن تكون ضده، ما لم يكن أثناء الشرح. تذكر أن من الضروري التحدث معه على انفراد، وإلا سيجعل منك أضحوكة لطلابك في الغالب!!
2. قم بمناداتهم أثناء الحصة وامنحهم فرصة للمشاركة دائماً:
في الحقيقة هنالك نوعان من مهرجي الصف: نوع يلقي الدعابات ليجذب الانتباه، ونوع آخر يلقيها ليصرف الانتباه عن قلة فهمه أو تأخر مستواه الدراسي. هذه الطريقة لن تجدي نفعاً إلا مع النوع الأول، أولئك الذين يحتاجون منصة ليشاركوا منها. حاول أن تشركهم في الأنشطة والأمثلة ، دون أن يكون ذلك على حساب زملائهم الآخرين. اعطهم فرصة للإجابة والتعبير دائماً. بالنسبة للنوع الثاني حاول أن تقدم لهم يد العون، وأن ترفع مستواهم الدراسي قدر الإمكان حتى لا يكونوا عرضة للتأخر الدراسي.
3. جد طريقة لتحول بها طاقاتهم إلى صورة بنّاءة:
كما ذكرنا سابقاً، فإن مهرجي الصف فعلاً يحبون الاهتمام، ولكن هل تعلم أنهم بقدر ما هم مزعجون وهدّامون، يمكنهم أن يكونوا بنائين، وفاعلين؟ كل ما عليك أن تكتشف الطريقة الأمثل لاستغلال طاقاتهم وتحويلها إلى صورة إيجابية. يمكن أن يكون ذلك داخل غرفة الصف كأن تجعل من مهرج الصف مساعدك أو من ينوب عنك في غرفة الصف أو حتى على نطاق المدرسة ككل. يمكن أيضاً توجيههم نحو الأنشطة المدرسية، وخصوصاً تلك الي تتطلب الدور القيادي، كأن تشركهم في تنظيم المعارض والمناسبات المدرسية أو المباريات. أياً كانت الطريقة، فسوف تلاحظ بنفسك مدى التغير الإيجابي الذي سينشأ على تلميذك المهرج.
4. قم بالتصدي لأي نوع من الدعابات العدائية:
يجب أن تضع حدوداً في غرفة الصف لا ينبغي تجاوزها، ومن أهمها التمييز بين هو ما هو لائق ومقبول وما هو ليس كذلك. أي دعابة مقصود بها إيذاء أحد أو السخرية منه، أو الإشارة إلى العرق أو الدين أو خصوصيات الآخرين أو فيها تعدي للأخلاق يجب أن توقفها على الفور، وعليك أن تقوم بإجراء مضاد لها بالطريقة التي تراها مناسبة. لا يجب أن يكون مهرج الصف هو المسيطر، بل يجب أن تضع له خطوطاً حمراء من حينٍ لآخر.
5. اضحك إذا تطلب الأمر ولكن بتحفظ:
هذه النقطة راجعة إلى حكمك الخاص على الموقف، ما إذا كان يستلزم الضحك أم أن الضحك سيزيد الوضع سوءاً. أحياناً يكون من الصعب عليك ألا تضحك، ولكن عليك أن تتذكر أن ضحكك يفسر تشجيعاً وموافقة على هذا النوع من التصرفات مما يعني استمرارها. في أحيان أخرى قد يضع الضحك نهاية للدعابة، ويجعل طلابك يعودون لاستماع ما تقول. في كلا الحالتين عليك أن تختار وفق ما تراه مناسباً حسب الظروف المحيطة. ولكن تذكر أن الضحك مع طلابك من حينٍ لآخر لا يعني فقدانك لهيبتك على الإطلاق، بل ربما يجعل منك أقرب وأحب إلى طلابك، ولكن دون أن يتعدى الأمر الحدود.
6. إذا تطلب الأمر.. قم بإبعادهم عن أصدقائهم:
ابعاد مهرج الصف عن “الشلة” قد يكون آخر الحلول في حال لم تجدِ طرقك في تحويل طاقتهم إلى نحوٍ إيجابي، مع أنها قد تؤدي لنتائج سلبية أحياناً. على كل حال، بدون وجود الجمهور المنصت قد يتوقف المهرج عن إطلاق الدعابات، وينخرط في العمل كغيره من الطلاب. من ناحية أخرى، قد يفقد المهرج الرغبة في الصف ككل في هذا الجو الممل بالنسبة إليه، وقد يتغيب أو يبقى ولكن بدون أي رغبة في المشاركة أو الاستماع. حاول أن تتابع حالته بعد تغيير مكانه، وقم باتخاذ الإجراء المناسب في حال كانت النتائج عكسية.
7. لا تتوقف عند كل صغيرة وكبيرة:
من الضروري أن تميز بين المزاح غير المؤذي، والسلوك التخريبي. مع بعض الطلاب، ربما يكون تمرير نكتة واحدة من دون التوقف عندها مشكلة كبيرة، وقد يخل بكامل نظام الصف ويسبب الفوضى. هذا هو السلوك التخريبي. في ذات الوقت قد يقوم أحد الطلاب بإلقاء الدعابات كل دقيقة، ومع كل جملة، ومع ذلك يستمر النظام، ولا تجد أياً من مظاهر الفوضى. لا يجب أن تتوقف لدى الحالتين بنفس المعيار، ولا أن تعامل الصغيرة كالكبيرة، وإلا فسوف تبدو غير منصف أو كمن لا يملك حس الدعابة. أفضل ما يمكنك فعله هو أن تعامل كل حالة على حجمها، ولا بأس بأن تترك بعض الدعابات الخفيفة تمر ملطفةً جو الحصة، بدون تعليق منك!
بصراحة بحث رائع جزى الله خيرا من كتبه