غضب المعلم في الفصل على تلاميذه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، وتجعل الفصل في جو من الخوف والرهبة. وقد يقود الغضب المعلم إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة. والفصل ذو المعلم الغاضب بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.
كيف تتجنب الغضب ؟؟؟
1ـ تعرف على خصائص السلوك العامة للمرحلة التي تدرسها:
أكثر ما يثير غضب المعلم هو تصرف يصدر من بعض الطلاب وقد يكون بغير قصد، فما يمنع ذلك الغضب أن تتعرف على خصائص السلوك للمرحلة التي يمر بها طلابك، فهذا يجعلك تنظر إلى ذلك السلوك بمنظار أكثر واقعية وموضوعية، فلا يكون بالحجم الذي تصورته. فمثلا إذا قام طالب بالتحدث مع زميله أثناء الشرح فإن هذا التصرف في “عرف” الكبار غير سليم ويثير الغضب حقا، لكن إذا نظرت له على أنه تصرف من طفل أو مراهق يصعب عليه بطبيعته أن يبقى فترة طويلة ساكتا وبدون حراك، بدا لك الأمر طبيعيا أكثر.
2ـ توقع السلوك:
معرفتك أيضا لنوعيات السلوك في المرحلة العمرية لطلابك يجعلك تتوقع بعض التصرفات، فإذا حدثت لم يكن ذلك مفاجئا بل تكون قد أعددت نفسك للتصرف السليم حيالها.
احرص على اقتناء ومطالعة مرجع موثوق في علم نفس النمو.
3ـ لا تهول الأمر!
لا تتصور أن كل تصرف غير مرغوب يقوم به الطالب فالمقصود به إغاظة المعلم أو إفساد جو الدرس، فهذه النظرة تجلب الغضب فعلا. حاول ـ ما أمكن ـ أن تنظر إلى تلك السلوكيات على أنها أخطاء فحسب. وأن كثيرا من السلوكيات التي تغضبنا إنما هي تصرفات طبيعية بالنسبة للطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
موسى ـ عليه السلام ـ وهو نبي الله المكلَّم، لم يتمالك نفسه مع معلمه الخَضِر فكرر السؤآل عن أسباب ما يفعله الخضر من أمور رغم أنه قد وعده ألا يسأله عنها ورغم تنبيه الخضر له بعد كل سؤآل.
4ـ إياك والظلم..!
الغضب غالبا يدعو للعقاب، وأحيانا الانتقام، والانتقام مظنة الظلم، فاحذر الظلم، فبالإضافة إلى ما يسببه من أثر نفسي للطلاب، فهو معصية لله وظلمات يوم القيامة.
** أحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب
لنكن واقعيين.. في كل فصل يوجد طالب أو أكثر يتسببون في إثارة المشاكل وإعاقة عملية التدريس بشكل أو بآخر. هناك بعض الأساليب للتغلب على هذه المشكلة أو التخفيف منها. تأمل معي الخطوات التالية:
1ـ اجعل فصلك ممتلئا بالحيوية والنشاط حتى لا تسمح للملل بالدخول إلى نفوس الطلاب.
2ـ ابحث دائما عن السبب الذي يدعو الطالب لإثارة المشاكل وقم بإزالته إن أمكن. قد يكون السبب وجوده بجانب طالب آخر قم بالتفريق بينهما. قد يكون للتعبير عن تضايقه من شيء معين أو لجلب الانتباه إليه، تعامل مع كل سبب بما يناسبه.
3ـ اجعل ذلك الطالب في مقدمة الفصل حتى يكون تحت نظرك وبالقرب منك.
4ـ ليس كل مشكلة يثيرها الطالب تحتاج إلى أن توقف الدرس وتعالجها، من التصرفات ما يكون مجرد النظر إلى الطالب أو المرور بجانبه والتربيت على كتفه كافيا لإنهائه دون أن يشعر الآخرون.
5ـ من أكثر ما يسبب هذه المشاكل فراغ الطالب فأشغل الطلاب، ولا يكفي أن تنشغل أنت فقط بالتدريس!
6ـ استخدم أسلوب الاستدعاء بعد نهاية الحصة والتفاهم مع الطالب بشكل ودي. حاول أن تأخذ منه وعدا ألا يكرر ما حدث.
7ـ حاول نقل الطالب لفصل آخر.
8ـ استعن بالمرشد الطلابي.
وقبل ذلك كله تأكد أن طلابك يعرفون بالتحديد ما تريد منهم أن يعملوه وما تريد أن لا يعملوه.
وأخيراً.. لا تستخدم الضرب أبداً! لن أدخل معك هنا في الجدل المعتاد حول الموضوع، واختلاف الآراء في ذلك. فالشيء الأكيد أن استخدام المعلم للضرب ممنوع نظامياً منعاً باتاً، وهذا يكفيك للتخلي عنه.
الغضب انفعال سيء وخطير لانه يكون عادة مصحوب بفقدان القدرة على لاضبط السلوك اللفظي والبدني والانفعالي ، وبجمود في التفكير . ولا شك أن لهذه المظاهر قد تترتب نتائج وخيمة جدا . من اجل هذا لابد للمعلم من ايقاف تنامي هذا الشعور قبل ان يتحول الى انفعال يتعذر السيطرة عليه . ومن الوسائل المساعدة على ذلك هو استحضار المعرفة بخصائص سلوك الطلبة وتوقع السلوك المثير للغضب وعدم التهويل ، واستبعاد فكرة مواجهة المواقف المثيرة للغضب بشكل فردي ، فضلا عن مرجعة سريعة للموقف مع النفس خشية الوقوع في الظلم . ومع ذلك فان تجنب العضب لا يعني البرود التام والموقف السلبي تجاه المواقف المثيرة للغضب ..!