إن ما يمنح عالم الأطفال الثقة في ذواتهم في سن مبكر, هو إعطائهم الفرصة لإدلاء بارائهم في مواضيع معينة, والاستماع لاقتراحاتهم في حل مشكل ما, والأخذ بهذه الاراء والاقتراحات في حين كانت سليمة ومناسبة, أما إن لم تكن كذالك, فلابأس من توجيههم إلى الرأي الصواب, دونما تجريحهم أو التقليل من شأن اقتراحاتهم.
نعم, فبتلك الطريقة الإيجابية في التعامل مع الطفل, سنساعده على تنمية مواهبه في الاكتشاف والابتكار, وكذالك تعزيز قدراته الذهنية في التفكير والإبداع والقدرة على حل مشاكله مهما كانت صغيرة, وتحمل مسؤولياته, وهذه مهارات مهمة جدا للطفل أن يكتسبها, فمن خلالها سيحقق بإذن الله التفوق المطلوب في حياته الاجتماعية والدراسية انطلاقا من سن مبكر, وهذا هو الهدف المطلوب.
قصة الطفلة والشاحنة:
يذكر أن طفلة صغيرة مرت مع أمها على شاحنة محشورة في نفق, ورجال الإطفاء والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق, فقالت الطفلة لأمها: أنا اعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق!, استنكرت الأم وردت معقولة كل الاطفائيين والشرطة غير قادرين وأنت قادرة!, ولم تعط الأم أي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها, فماكان على الطفلة إلا أن تقدمت لضابط المطافئ: سيدي افرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة وستمر!
وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة, فاستحقت تكريما من عمدة المدينة وتم استدعاؤها لنيل هذا التكريم
السؤال المطروح: ماذا لولم تتشجع الطفلة وتتقدم لضابط المطافئ لتخبره بالحل الذي بدى لها والذي من الواضح جدا أنها كانت واثقة من صحته؟
لربما لولم تفعل ذالك, لبقيت الشاحنة في النفق عالقة, وكلما مر الوقت, صعب المشكل وبالتالي استصعب الحل, على رجال الإطفاء والشرطة, وهنا المسؤولية تتحملها الأم, في قمع اقتراح الطفلة, واستصغاره لصغر سنها,
فالأولى إذا عدم الاستهانة باراء الاخرين, مهما صغر سنهم, أو مهما كانت الأسباب الظاهرة لنا تقلل من شأن اقتراحاتهم, بما في ذالك الأطفال, فقمع أفكارهم, يزعزع الثقة لديهم, بل ويحبطهم, وبالتالي يفشل عزيمتهم.
وتلك إذا فكرة اليوم, لاتستهين برأي طفلك وتقمع أفكاره.