يعتبر المعلم, ركنا أساسيا من أركان المنظومة التعليمية, والتي لاتقوم إلا به, فمهما اجتهدت التقنيات الحديثة في التعليم عن بعد, دونما حاجة إلى توجيه مباشر من المعلم, فهذا لن يقصي دور هذا الأخير, في مجال التعليمي, الذي لايقوم طلب علم إلا به, ولا ينصلح حال التعليم, إلا بتكوين أطر عالية الكفاءة قادرة على تأدية مهامها, وفق تخصصها, بكل أمانة ومسؤولية.
خصائص المعلم الناجح لمنطومة تعليمية ناجحة:
إخلاص النية: من صلاح حالنا صلاح نياتنا, فلاتجعل أيها المعلم المكسب المادي, هدفك الرئيسي, مع أنه حق من حقوقك في عملك, ولاينكر عاقل ذالك, لكن إخلاص النية لله في أداء مهمتك التعليمية, سيحمسك أكثر لعطاء أكبر, أما إن اقتصرت نيتك على العمل من أجل الكسب فتخشى ماتخشاه, أن تربط حجم مجهودك بحجم راتبك.
الأمانة والمسؤولية: وهذا ماأشرنا إليه في المقدمة, فعندما تستشعر أن عملك هو أمانة في عنقك, ومسؤولية ثقيلة, تؤدي من خلالها رسالة عظيمة, فإنك ستبذل كل الجهد الممكن من تخطيط ودراسة وتدقيق وإعداد جيد, لأداء عملك بنجاح تام, يؤهلك لتكون أهلا لهذه المسؤولية الهامة, في تعليم أجيال هذه الأمة.
الصبر والمرونة: العمل التعليمي, عملية ليست بسهلة أبدا, فتتطلب صبرا وتصبرا, في الإحاطة علما بخصائص هذا العمل وأهدافه, ومن تم تطبيقه على أرض الواقع, لتحقيق هذه الأهداف, ولعل أصعب مافيه هو التعامل المباشر مع الطلاب, فيتطلب الأمر منك معرفة, بخصائص طلابك الانفعالية وقدراتهم الذهنية, وتقدم المرونة في التعامل معهم, بعيدا عن الغلظة, حتى تكون قريبا منهم, فيسهل عليك التفاعل مع خصائصهم.
المساواة والإنصاف: لعل أسوء تصرف قد يصدر منك, كمعلم, من شأنه الإفساد لا الإصلاح, أن تميز بين تلاميذك وطلابك في التعامل, تحت أي سبب كان, حتى وإن كان ابنك طالب من الطلاب في نفس الفصل التي تدرسه, فهذا من شأنه إحباط بعض الطلاب على حساب البعض الاخر, مما يزعزع ثقتهم في ذواتهم, لأنك بهكذا تصرف جرحت كرامتهم, فتحرى مبدأ الإنصاف بين الطلاب, حتى يعتمدوه بدورهم في حياتهم.
القدوة الحسنة: لربما يقضي الطالب ساعات يومه في المدرسة, أكثر من البيت, وبالتالي فبطبيعتنا, كبشر قد نتأثر إما سلبا أو إيجابا بمن نعاشر, فاحرص على أن يتأثر بك طلابك, إيجابا, ولاتكن بوجهين, أن تتظاهر بحسن الخلق داخل الفصل, وخارجه أنت أسوء ما يكون, فاحرض, على تطبيق ما تدرسه لتلاميذك من مبادئ, أن تطبقها أيضا على نفسك, حتى تكون صادقا فيما تقول, فمصداقيتك ستساعدك في التفوق في عملك, وستسهل بإذن الله عليك الجهد.
التكوين المستمر: العلم والتعلم, لايموتان, إلا بموت البشرية, ومادمت حيا فمن حقوق عملك عليك بحسب تخصصك, المزيد من البحث والتكوين المستمر, لمزيد من الانتاجية والعطاء في هذا العمل, وخصوصا في مجال التعليم, الذي يشهد تطورا جيلا بعد جيل, ونظما جديدة, يجب تبنيها بما لايخالف ديننا ومبادئنا.
تلك إذا بعض الجوانب الإيجابية التي يجب على المعلم اكتسابها, وتعلمها, كمهارة شخصية ومهنية, تساعد على أداء مهمته التعليمية, بسلاسة وفاعلية, حتى ينصلح حال المنظومة التعليمية.