قبل ان نطالب المربين وهيئات التدريس باصلاح منهجية التعليم,فلتبادر الاسرة المسلمة اولا في اصلاح مفهوم التعليم لدى ابنائها,وترسيخه في تفكيرهم واذهانهم على اساس انه ضرورة من ضروريات الحياة يجب ان نقبل عليه بحب ورغبة قوية في تعلم ما يعود على حياتنا دينا ودنيا بالفائدة,ولنذكرهم بان اول اية انزلت في كتابه سبحانه يامرنا الله من خلالها بالقراءة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).وايضا السنة النبوية الشريفة امرنا من خلالها بالعلم وتحري طلبه وان نكون اهلا لهذا العلم الذي نطلبه باعتباره امانة.فعن انس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم.
ومن استراتيجيات تحبيب الابناء في التعليم,ان ناتي لهم بقدوات اجتهدت في طلب العلوم فاثمرت نتائج اجتهادها لتصبح سيرة طيبة مازال يذكرها التاريخ الى اليوم ومنها من يدرس لنا سيرهم في المناهج التعليمية,وليس افضل قدوة من الحبيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي اهتم بفريضة العلم,وكيف انه اعتنى صلى الله عليه وسلم بتحبيب الاطفال في طلب العلم وحضور مجالسه,واليكم هذا الموقف المعبر والذي روي في السير,ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما,قال,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ولا تحت ورقها . فوقع في نفسي أنها النخلة ، فكرهت أن أتكلم ، وثم أبو بكر وعمر ، فلما لم يتكلما ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . فلما خرجت مع أبي قلت : يا أبتاه ، وقع في نفسي أنها النخلة ، قال : ما منعك أن تقولها ، لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا ، قال : ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت .
حديث جميل يجمع بين اهمية طلب العلم وتعلم ادب طلب العلم,ومن هنا تجدر الاشارة ان نعلم ابنائنا ايضا التحلي باخلاقيات التعليم والتعلم,والتي منها الصدق والامانة والادب واحترام الغير الى غير ذالك من المبادئ المفروض ان يتحلى بها الطلاب في طلبهم للعلم الخاصة وفي حياتهم عامة حتى لا يكونوا بوجهين,وهنا نؤكد على ما اشرنا اليه في البداية يكمن دور الاسرة في ترسيخ اخلاقيات التعليم واهمية طلب العلم لدى ابنائهم.وهنا لا نتحدث عن طلب العلم الديني فقط بل هذا يشمل ايضا الكل العلوم الدنيوية التي تحتاجها الامة ويقوم بها الدين.