حاول ولاتقل: “ لا أستطيع “

لا أستطيع, لا أقدر, لن أتمكن, لن أحاول…., مصطلحات تعجيزية محضة, للأحلام هادمة, للطموحات محبطة, للقدرات مفشلة, وما هي إلا عناوين رئيسة لحياة سلبية بئيسة, تحول دون أن يتفوق صاحبها ومعتقدها في نفسه وذاته, في مشوار حياته, اجتماعيا ودراسيا ومهنيا, فلن يحقق بهذه المصطلحات السلبية, ما يتمناه من نجاح واستقرار نفسي, والتغيير إلى الأفضل مع نفسه دينا ودنيا, واستحضار الحكمة في علاقاته, وإثبات ذاته وقدراته.

فليس من الإيجابية بما كان استباق الأحكام التشاؤمية على الذات, والحكم عليها بالفشل في أي عمل أو إنجاز قبل البدء فيه سواء على المستوى الشخصي أو العام, فما عليك قبل البدء في العمل إلا تخطيط جيد لكافة جوانبه, وأهدافه, من باب الأخذ بالاسباب الميسرة والتوكل على الله فيها:( فإذا عزمت فتوكل على الله ), حتى إن فشلت تعاود المحاولة من جديد مع تصحيح الأخطاء التي أوقعتك في الفشل, وتفكير جيد في منهجية جديدة تمكنك من النجاح في عملك.

فالمطلوب إذا هو حكم إيجابي على ذاتك, يمنحك الثقة في نفسك وقدرتك على التغيير والتفوق, بحول الله وقوته, لابحولك وقوتك, فلاحول ولاقوة إلا بالله, ولن يتحقق هذا الحكم الإيجابي على الذات إلا من خلال تحقيق بعض العناصر, نذكر منها:

  • التقليل من القلق الغير الضروري من التصرفات السلبية مع السعي نحو التغيير الإيجابي, فيتحول القلق إلى فعل وعمل.
  •  العمل البناء المستمر من أجل تحسين السلوكات والعلاقات مع الاخرين, بأسلوب حكيم يضمن للذات راحتها واستقرارها النفسي.
  • تجنب مدمرات النفس والعلاقات,من حقد وحسد, وحب انتقام وغل, وغضب حاد, ومشاعر سلبية, تتحول إلى أمراض نفسية كلما تفاقمت, تفتك أولا بصاحبها.
  • عدم المبالغة بالاهتمام بنظرة الاخرين لك ومدى رضاهم عنك, حتى تتحول إلى نقطة ضعف, من شأنها إفشالك حتى وإن وكنت على صواب, وتذكر أن إرضاء الله فقط  وإن سخط الاخرون, هو الذي يجلب لك رضاك عن نفسك ورضى الاخرين عنك.
  • التنظيم ووضع الأهداف, فلا تكن عشوائيا, بل ضع خطة لك في حياتك, خطة يومية منظمة, واسعى من خلالها تحقيق هذه الأهداف في كافة جوانب يومك الدينية والدنيوية في مرضاة الله وليس مرضاة الناس.

ولتعلم, أن الحكم الإيجابي على ذاتك, سيكسبك صفات إيجابية جدا, تستمد منها, مقومات رئيسية تساعدك على المضي بسلام وثقة وخطوات ثابتة, في ظل هذه الحياة التي لاتخلوا من عثرات وأشواك, وحصى, واعلم أن بعد كل عثرة قوة, وبعد كل شوكة وردة, وبعد كل حصى, أرض بالأمل مخضرة.

يقول أحد الخبراء في صفات الواثقين بأنفسهم:(الأشخاص الواثقون من ذواتهم تجدهم سريعين في الاندماج والانتماء في أي مكان كانوا، فلديهم الكفائية، والشعور بقيمتهم الذاتية وقدرتهم على مواجهة التحدي، ولقد أظهرت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص الأكثر قدرة على السيطرة على أنفسهم والتحكم في حياتهم هم الأكثر إنتاجية، والأكثر سعادة ورضى بحياتهم، وليس بالضرورة أن يعتقدوا أنهم الأفضل فهم ليسوا ملائكة وليسوا كاملين، ولا يملكون أداة سحرية لذلك؛ ولكنهم متفائلون وواقعيون مع أنفسهم، وأقوياء في مواجهة عثرات النفس.)

فكن بتوفيق الله من هؤلاء, فحاول ولاتقل: “ لا أستطيع “.

 

 

 

 

 

 

الثقة بالذاتالحكم الإيجابيالنظرة الإيجابية
Comments (0)
Add Comment