تشتت الانتباه والشرود الذهني, من المشاكل التي يواجهها الكثير من المعلمين مع طلابهم داخل الفصل, والتي تتسبب بشكل أو باخر للطالب في ضعف التواصل, وتحول دون تحقيق التفاعل المطلوب بين المدرس وطلابه, أثناء الحصة وإلقاء الدرس, فتجد الطالب حاضرا في الفصل بجسده, غائبا بعقله, واخر حاضرا بجسده وعقله, لكن حركة بسيطة لأحد زملائه قد تشتت انتباهه, أو الطالب نفسه كثير الحركة, وهذا مما يزعج المعلم, بل ويزعج باقي الطلبة ممن يحبون التركيز والهدوء أثناء شرح الأستاذ للحصة.
وليس بالضرورة أن قلة الانتباه وتشتته مع ما يصاحبه من شرود ذهني, وغيرها من المشاكل النفسية التي لاتساعد الطالب على التركيز, ليس بالضرورة أن لها ارتباطا بضعف القدرات العقلية للطالب, بل هي في النهاية عبارة عن اضطرابات حركية وأخرى انفعالية, تصدر غالبا لاإراديا من الطالب, والتي قد تكون نتيجة لمشاكل اجتماعية وشخصية أو مشاكل صحية بدنية يعاني منها, فلا يستطيع معها تركيز انتباهه أثناء الحصة.
فالأمر إذا لا يحتاج إلى عقاقير وأدوية كيماوية لتعزيز القدرات العقلية للطالب المشتت الانتباه, بل يحتاج إلى علاجات ومهارات سلوكية تصدر من المعلم نفسه, لمساعدة طلابه على شد انتباههم للدرس, دونما أي انشغالات ذهنية خارجية, أو كثرة حركات انفعالية.
إذا كيف يمكن معالجة مشكلة تشتت الانتباه عند الطالب؟
حسن التخطيط والإعداد للدرس:
المفروض على المعلم, أن يحسن التخطيط والإعداد الجيدين لدروسه, التي سيلقيها أمام طلابه, والتي لا يجب أن تخلوا من أساليب تربوية مشوقة, بما في ذالك تحقيق مبادئ التعلم النشط, مما يسهم في شد انتباه الطلاب, ولا يعطيهم الفرصة تلقائيا في الشرود الذهني عن الحصة وما تتضمنه من معلومات ومعرفة.
إدارة الصف الرشيدة:
وهنا يقول الخبراء:إن إدارة الصف الفعالة هي التي تعتبر أن ضبط سلوك المتعلم عملية تحد تعليمي تتطلب تحليل المهارات اللازمة والمناشط المطلوبة من المتعلمين ، ثم تقديمها في خطوات صغيرة وتقديم التغذية ( الراجعة ) التي تساعد على استمرار الطلاب في تأدية مهامهم التعليمية ومناشطهم دون اللجوء إلى تشتيت الأذهان.
التهيئة النفسية للطلاب:
وذالك قبل الشروع في شرح الدرس, حيث يقوم المعلم, بإلقاء افتتاحية بسيطة ومقدمة لدرسه قبل الدخول في مضمونه, من خلال طرح أسئلة, أو ذكر قصة…, إلى غير ذالك من المقبلات التي تفتح شهية الطالب للانتباه لمحتوى الدرس في حصته تلك.
إشراك الطلاب في الدرس:
إن مما لايعطي الفرصة للطلاب, بالشرود الذهني أثناء الحصة, هو إشراكهم في الدرس, فلا يستأثر المعلم بالكلام طيلة الحصة دون ما أدنى مشاركة للتلاميذ, من خلال طرح الأسئلة, وفتح المجال لهم للاستفسار والمناقشة الفعالة, مع التطبيقات العملية, فذالك من شأنه تحقيق التركيز والتفاعل المطلوبين من التلاميذ أثناء الحصة.
حالات استثنائية:
تمت حالات اسثنائية للطلاب, التي تعاني من فرط عدم الانتباه, فهذه الحالات قد تحتاج إلى أسلوب ما يعرف بالإثابة والعقاب, فعندما ينتبه الطالب, لابأس من إبداء نوع من المديح والشكر مع ابتسامة رضى عن سلوكه الإيجابي المتمثل في انتباهه وتركيزه, وفي المقابل تتم معاقبته في حال أصر على عدم الانتباه بنوع من التوجيه اللفظي المؤدب بعيدا عن الشتائم و الضرب, أو التعبير بنظرة انزعاج من سلوكه السلبي, المتمثل في عدم انتباهه وشروده, مما يجعل الطالب يعيد حساباته مع نفسه, فيحاول التركيز لينال رضى معلمه من جهة, ويبتعد كليا عن التشتت الذهني, ليتجنب إزعاجه من جهة أخرى.
وزيادة على ماذكرناه في مقالنا من توجيهات, نختم أيضا بعناوين عريضة ومختصرة بحسب الخبراء, لتوجيهات أخرى يجب على المعلم الناجح اتباعها, من أجل الوقاية من التشتت الذهني للطلاب وعدم الانتباه, أو حتى معالجتها إن وجدت, فيجب:
1 استخدام أساليب مختلفة لجذب انتباه الطلاب لبدء الدرس
2 إعطاء توجيهات للانتباه من خلال عبارات موجهة للطلاب غير المنتبهين
3 البدء مباشرة بعد انتباه الطلاب دون تباطؤ أو انقطاع أو توقف
4 الانتقال السلس من فقرة إلى أخرى في الوقت المناسب دون تباطؤ
5 مواجهة الطلاب أثناء الشرح ( النظر إليهم )
6 الانتقال أثناء الدرس بين الطلاب لمساعدتهم فيما لديهم من صعوبات في الدرس
7 توجيه الأسئلة بشكل عشوائي غير متوقع أو مرتب
8 اختيار الأسلوب المناسب لجذب انتباه الطالب شارد الذهن أثناء الدرس والمحافظة على استمرار انتباه الطلاب للدرس طوال الحصة
9 التنويع في مستويات الأسئلة لتشتمل المعرفة ، التذكر ، الفهم ، التطبيق .. الخ .
10 التنويع في المعلومات المعطاة في الدرس
11 استخدام التلميحات غير اللفظية والمتمثلة في الإشارات والحركات البدنية والتنويع في درجات الصوت
12 التنويع في درجة صعوبة الألفاظ المستخدمة بما يتناسب مع قدرات الطلاب
13 التنويع في استخدام أساليب المديح في الحصة الواحدة
14 التنويع في أساليب التدريس المستخدمة في الحصة الواحدة
15 تقسيم موضوع الدرس في الحصة الواحدة إذا كان طويلاً
16 التوقف عند كل فقرة للمراجعة وسؤال الطالب
17 التوقف عن الشرح فور ملاحظة شرود أو ملل الطلاب
18 تنويع الوسائل الحسية للإدراك وخاصة مايتعلق منها بحواس السمع والبصر واللمس وذلك لاغناء تعلم التلميذ
19 تجنب السلوك المشتت للانتباه كالإكثار من طرق الطاولة بالقلم أو المسطرة أو التحرك على نحو سريع غير هادف
20 اشراك التلاميذ في نشاطات الدرس بطرق متعددة