مهارات التدريس – ربما تقرؤون كثيرا كلمة منهجية في مقالاتنا في مدونتكم هذه زوارنا الكرام, طبعا لأن المنهجية أسلوب حياة تساعدك على اكتساب المهارات المطلوبة, في تخصصك في مجالك,فكلما سرت بمنهجية في دراستك,في عملك,في علاقاتك…كلما حققت مكاسب حقيقية, تمنحك الثقة, وتنمي قدراتك الذاتية.
ومن بين الأمور التي تحتاج إلى اتباع منهجية سليمة حتى تفلح فيها, ويتحقق لنا الهدف المتوخى منها هي القراءة, والتي هي في مفهومها العام, عبارة عن عملية معرفية يتم من خلالها تفكيك وتحليل رموز واستخلاص معناها من مادة مكتوبة.
ويختلف القراء فيما بينهم, بين قارئ فوضاوي يقرأ بعشوائية, دونما تحديد هدف من قراءته, او تحديد مسبق لما سيقرأ, فلايكتسب بهذا الأسلوب أي معرفة حقيقية تفيده, أو تحببه في القراءة اكثر.
والمطلوب من القارئ الناجح ان تكون قراءته مبنية على أساس واضح ومنهجية يحددها بنفسه,من خلال تحديد ماسيقرأ,وغايته من هذه القراءة فيختار مايناسبه من كتب,وفق توجه سليم,غير مناف للخلق والدين,بحسب تخصصه الدراسي, او متطلباته المعرفية, فليس بالضرورة أن يقرأ لأنه مطالب بالقراءة وفق المنهج الدراسي, بل أيضا قد يحب الطالب القراءة من باب تنمية قدراته المعرفية حتى وإن كان خارج المنهج المذكور, فلابأس بذالك.
أيضا مما يساعد على تحقيق القراءة الممنهجة,تخصيص الوقت المناسب لها, حتى تكون على استعداد لاستيعاب ما ستقرأ, في وقت لاتشعر فيه أنك مضغوط, حتى تقرأ بأريحية مطلقة.
وعلينا أن نعلم, ان منهجية القراءة السليمة والناجحة, ليست بعدد ماسنقرأه من صفحات,أو سنقضيه في القراءة من ساعات, فان تقرأ صفحات قليلة بمنهجية صحيحة وهدف مسبق,خير من أن تقرأ 200 صفحة بفوضاوية ودونما غاية تذكر.
وبالنسبة لاختيار نوع الكتاب الذي سنقرأه, يجب أن لا نضيع الوقت في قراءة كتب غير مفيدة,بحيث قراءتها لن تضيف لنا جديدا في عالمنا المعرفي عامة, وأيضا تجنب قراءة الكتب في اختصاصات معقدة لغويا أو معرفيا, بحيث أعلم يقينا أن عقلي لن يستوعبها, لكن لابأس بالاستعانة في بعض الكتب المعقدة إن احتجت من باب الضرورة لقراءتها, الاستعانة بأهل الاختصاص لفهمها, أكثر حتى لا أفهمها فهما سطحيا لا يتناسب مع معناها الحقيقي.
وفي هذا السياق, فلنتأمل في كلام جميل جدا, للدكتورعبد الكريم بكار, نعزز به ماذكرناه في مقالنا لليوم, حيث قال:
(من المؤسف أن تحتاج أمة: أول كلمة نزلت في كتابها ودستورها الثقافي كلمة (اقرأ) إلى من يحثها على القراءة، ويكشف لها عن أهميتها في استعادة ذاتها وكيانها!)
وفيما يخص منهجية القراءة السليمة,تمت قواعد مهمة ذكرها الدكتور بكار نذكر منها ونختم بها مقالنا لليوم:
تكوين عادة القراءة:
إن عادة القراءة لن تتكون لدى الإنسان إلا عندما يشعر بشيء من المتعة واللذة عندما يقرأ، وهذا لن يكون إلا حين تكون القراءة عبارة عن نوع من الاكتشاف، ونوع من تنمية العقل، وتوسيع قاعدة الفهم، وكل ذلك مرهون بامتلاك طريقة جديدة للتعامل مع المواد العلمية المقررة على الطلاب.
توفير الوقت للقراءة:
بعض الناس يخصص في يومه ساعة، يسميها الساعة الهادئة؛ فهو لا يستقبل فيها زائراً، ولا يرد فيها على هاتف، ولا يكلم فيها أحد من أهل بيته
إن القراءة المثمرة تستحق منا التخطيط والتفكير والمثابرة والعناء، لأنها من أهم العوامل التي تعيد صياغة وجودنا من جديد!.