يعتبر بعض أولياء الأمور فترة المراهقة مرحلة صعبة ،لذلك يتعاملون معها بقلق شديد بسبب المشاكل التي يصادفونها خلال التعامل معها،ومع ذلك فإنهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعا للوصول بأبنائهم إلى أقصى ماتؤهلهم طاقاتهم في المجال الدراسي و المهني.
إلا أن الحقيقة أن الدراسات العلمية أبرزت حقائق هامة مكنت من معرفة أفضل لاشتغال الجهاز العصبي للمراهق والهرمونات والنمو الجسدي والنفسي والاجتماعي، ماييسر سبل التعامل مع المراهق ويضمن له نجاعة أفضل في الأداء الدراسي.
دماغ المراهق عضو نشيط
أظهرت دراسات كثيرة بأن الراشدين والمراهقين لا يستعملون دماغهم بنفس الطريقة لتدبير أفكارهم وعواطفهم وسلوكياتهم،ولاغرو أن تختلف منهجياتهم وتناولهم للمواضيع،ومن المنطقي إن يقع بينهم الاختلاف في التوجه والتقويم؛ وهكذا يعتبر بعض الأولياء سلوك الأبناء بدعة وخروجا عن الطاعة في الوقت نفسه يعتبر الأبناء سلوك الإباء تخلفا وسوء فهم ومعيقا للحرية؛ أساس كل نجاح مدرسي.
كما أظهرت هذه الدراسات بالنسبة للمراهقين إن عندهم صيرورة نمو الدماغ وعندما يبدأ حجم العصيبات في تناقص تزداد سرعة التدفق العصبي ويصبح الدماغ أكثر فعالية.
ولذلك ومن اجل مساعدة المراهق أفضل فان تفهم الراشد له والصبر عليه والعطف صمام أمان لنمو عقلي انضج لا يعوض.
التغيرات الهرمونية وآثارها
تنشط الهرمونات إنتاج البرجسترون عند البنات والتستسترون عند الذكور ونشاطهما يفسر الميول العاطفية لدى الجنسين بحيث يجب تصعيدها نحو الأجمل والأذكى حتى تصبح لها انعكاسات ايجابية على اتجاهات المراهقين نحو العلوم والآداب والفنون.
وفي حالة عدم تفهم هذه التغيرات وعدم تهيئ مناخ سليم لها ،تظهر مواقف سلبية للمراهقين كاللامبالاة والتعب الدائم والعنف والقلق.
ماذا يدور بخلد المراهق؟
عندما يصطدم بعض الأولياء مع المراهقين فان هذا الاصطدام خلاصة لعدم تفهم المرحلة ومتطلباتها.وعندما يثور المراهق فانه لا يساهم في حياة الأسرة وقد يترك ألبسته ملقاة في أي مكان،وقد يطلب المأكل والملبس والمركب دون مراعاة لإمكانات أسرته المادية، في نفس الوقت قد لايهضم معنى الجد والاجتهاد الذي تركز عليه أسرته ،كما يطلب حقوقا أكثر من الواجبات.
والمراهق في الغالب يبحث عن فرصة تأكيد ذاته وانه أصبح راشدا؛ومن الأساليب: العصيان ورفع الصوت ومخالفة التوجيهات العائلية في الأكل والشرب واللباس والمظهر والتجول والتوقيت و الصحبة والنوم .
فهم المراهقة.. رافعة النجاح المدرسي
إن فهم تحولات المراهق و حاجياته الجسدية والنفسية والاجتماعية والعقلية والجمالية سواء في البيت أو خارجه كفيل براب الصدع وتوجيه قوى المراهق وتصعيد طاقاته إلى الأفضل لتحقيق نجاح دراسي اوكد. لذلك يجب:
-
الاهتمام بدراسة المراهق اهتمام بالمراهق نفسه،وإلا يتم الاهتمام بالنقط المحصل عليها فقط بل يتعداه إلى معرفة أنشطته الأخرى وأصدقائه وميوله وأحلامه المهنية خاصة.
-
تحديد الأهداف الملموسة معه،فالنجاح المدرسي جزء من عقد بين المراهق و أوليائه يعتمد على أهداف محددة ممكن تحقيقها ؛كالدراسة في وقت محدد والتقدم في مادة ما في فترة معينة ومساعدته على تدبير الزمن وضمان متابعة محفزة وبناءة.
-
إعطاء معنى للدراسة حتى يتحفز المراهق ويتحمل المسؤؤلية بأنه لايعمل من اجل والديه ولكن من اجله هو للوصول إلى هدف شخصي لذلك يجب إن يربط بين حاضره ومستقبله حين يصبح راشدا وان يكون له مشروع دراسي ومهني واقعي و ملموس ونساعده لإعطاء معنى للجهود التي تتطلبها منه الأسرة.
-
نراقبه أكثر مما نحكم عليه: في كل الأحوال يجب ان يؤدي المراهق واجباته الدراسية وحده وإلا فقد الثقة في نفسه وقدرته على التقدم ويحرم من ان يعيش نتائج أخطائه، لذلك فهي فرصة لموضعة الأخطاء والإشادة بالنجاحات مع تجنب الأحكام القيمية، وبدل ان نقول: اخطات. نقول: هناك خطا ،فنشجعه على تصحيح الاخطاءبطمانبنة ودون عقد أو إحراج وبروح رياضية.
-
تعريفه بنقاط القوة: كثير من الأولياء يركزون على النتائج السلبية للمراهق،ناسين نقط القوة ، أصبح التركيز على المواد التي حقق فيها تقدما يدل على قوة اهتمامه ومن ثم نصل الى المواد الأقل نتيجة انتعرف على أسبابها و ظروفها ونبين له أهميتها ومنهجية تحقيق نتائج أفضل بدل العقاب والتأنيب دون معرفة سبب او وصف بديل.
-
توفير إطار ملائم للنجاح:.فالمراهق في حاجة الى فضاء خاص به والا نتجس عليه،بل نعطيه دليلا على الثقة فيه، وان نكون مهيئين للإجابة عن تساؤلاته منتبهين لمساره الدراسي بجد.
-
التفهم بدل القلق و العنف:يساعد على الإحاطة بجوانب النقص عند المراهق ولماذا لم يستوعب؟ وكيف نساعده على تجنب الأخطاء و ألا نقلق من نقطة ناقصة حتى لا نترك الأشياء تتراكم ،وحين نصفه بالكسول و انه لا يفهم نكون سجلنا استقالتنا و هو موقف غير محفز.لذلك فالمطلوب ان نحس المراهق بأننا نرى الصعوبات التي تواجهه واننا مستعدون الى جانبه لحلها لتيسير الطريق له من اجل النجاح و التفوق.
-
إعطاء المثل:لا يمكن ان نطلب من المراهق الجد ونحن نتحدث بسلبية و تهاون عن عملنا وإلا يشاهد التلفزة ونحن منبطحون إمامها دائما وان يطالع ونحن لم نفتح امامه كتابا واحدا .
إن فهم تغيرات المرحلة جسديا ونفسيا و ذهنيا واجتماعيا وجماليا يساعدبالتاكيد على تيسير نضج المراهق وتاطيره بما يضمن تلاؤمه مع نفسه و مدرسته ومجتمعه وبالتالي تالقه الدراسي وتفوقه الثقافي .
المراهقة والنجاح المدرسي/ وجدة: محمد بوطالب