قد تختلف الاراء حول المتحدث البارع, هل يملك موهبة فطرية في فن التحدث أو مهارة مكتسبة؟ و في الواقع كلا النظريتين حقيقيتين، فتمت من يمتلك القدرة فطريا على المحاورة و التحدث و الخطابة، بكل أريحية و تلقائية، دونما تدريب مسبق، مع براعة تامة في الإقناع, إلا أنه وفي حال افتقاد لهذه الموهبة، فهذا لا يمنع من التعلم و اكتساب مهارة الإلقاء، من خلال التدريب المستمر مع الممارسة.
قد لا يبدو الأمر بهذه السهولة، لكنه كذلك في حال وجود قناعة ذاتية، و ثقة بذاتك و إمكاناتك، في القدرة على ان تكون ملقيا و متحدثا بارعا حتى و إن لم تكن موهوبا.
فمن هو المتحدث البارع؟
من كتاب (مهارات فن الإلقاء المؤثر) :
المتحدث البارع هو ذلك الشخص الذي يقف أمام جمهور غفير .. أو بين مجموعة من الأشخاص .. أو يجلس وجها لوجه مع شخص آخر .. و يتكلم فتجد أن القلوب مأسورة و الأبصار شاخصة نحوه و الأسماع مصيخة بسمعها إليه و الكل متنبه لما يقول .. فلو سمعت كلماته لو جدت أنها تنزل في قلبك نزول الغيث على الأرض الخصبة .. و لو أنك نظرت إليه و لو من بعيد و رأيت حركاته أثناء حديثه لشعرت أن هذا المتحدث يقول شيئا مهما كثيرا….المتحدث البارع شخص يثير الدهشة و الإعجاب .. عندما يتحدث تخال أنه يقرأ من كتاب مفتوح أمامه و ان كان يتكلم دون أن يكون أمامه شيء يقرأه, و عندما يتحدث تشعر أن الموضوع الذي يحدثك به كأنه قضيته الوحيدة .. و همه الشاغل .. فهو يحدثك من كل قلبه و إحساسه .. و بكل صدق و إخلاص المحدث البارع عندما يحدثك و لو كنت بين جمهور من المستمعين يشعرك أنك الأهم و المعني و المقصود بحديثه.
و لمزيد من الاقناع بإمكانية اكتساب مهارة الإلقاء، دونما موهبة، نقترح عليكم هذا الفيديو التدريبي للدكتور معتز يحيى سنبل: