سبق وتطرقنا في مقال سابق إلى بعض الخصائص التي يجب أن تتمتع بها معلمة رياض الأطفال, وتحدثنا عن خاصيتين أساسيتين, ويتعلق الأمر بالخصائص الحركية والخصائص العقلية, فمسؤولية معلمة مرحلة الروضة, تتعدى كونها معلمة ذات تخصص معين, بل وتحتاج إلى خبرة ثقافية حياتية عامة مصقولة بتكوين علمي و تعليمي جيدين, حتى تتمكن من تحقيق أهداف مرحلة تربوية مهمة لأطفال, سينتقلون من بيتهم الأول الذي هو بيت الأسرة, إلى بيتهم الثاني الذي هو المدرسة.
ولأن الأمر بهذه المسؤولية, كان لابد من أن تتسم معلمة رياض الأطفال, بخصائص أخرى لا تقل أهمية عن ما سبقنا ذكره, وفي هذا الصدد سنتطرق إلى خاصية أساسية, ألا وهي الخاصية الانفعالية.
فما هي الخصائص الانفعالية لمعلمة رياض الأطفال؟
من المعلوم أن المعلم بصفة عامة هو مراة ينعكس شعاعها على الطفل مباشرة, فردات المعلمة الانفعالية إن لم تكن إيجابية قد تؤدي إلى نتائج سلبية تظهر على شخصية وسلوك الأطفال في تلك المرحلة العمرية الحساسة, التي يتلقون فيها أكثر مما يعطون, لذالك يجب أن تتصف بالاتي:
-القدرة على مواجهة أعباء العمل وماينتج عنه من ضغوط نفسية دون أن يؤثر ذالك على مردوديتها في العمل.
-أن تتصف بالحلم والمرونة في تهذيب سلوكيات الأطفال التي معظمها تلقائية.
-أن تكون قادرة على توظيف الحكمة والعقل في مواجهة مشاكل الأطفال, مع الصبر على تحمل انفعالاتهم وتوتراتهم وحركياتهم الزائدة.
-أن تتمتع بعاطفة جياشة اتجاه الاطفال, حتى تستسطيع أن تمنحهم ما يحتاجونه من عطف وحنان , , مع روح المرح والدعابة وخفة الظل كما يقال, لكي لايشعر الأطفال بالملل في حال كانت جافة المشاعر والتصرفات.
-أن تحب المهنة, وتكون لديها قناعة ذاتية, بانها قادرة على أن تخلص فيها وتؤدي واجبها اتجاه الأطفال بكل أمانة وعدل وحب, واحترام لمبادئ مهنة التعليم كمسؤولية وواجب.
– أن تتمتع بدرجة عالية من الاتزان الانفعالي حتى تستطيع أن تحقق لنفسها التوافق النفسي فتأتى تصرفاتها تلقائية دونما تكلف, فتؤدي عملها بكل أريحية واتزان وتوافق.
-أن تكون على علاقة دائمة مع الوالدين, وتفتح لهما المجال للاستفسار عن حال اطفالهم, دونما رفض منها او تجبر, بل تتواضع وتتفهم مشاعر الاباء والامهات اتجاه أبنائهم, ولهم كامل الحق في تتبع مسار أطفالهم التعليمي, من بدايته, وهنا يجب أن تعلم المعلمة أنه كلما كان اهتمام وتعاون من الوالدين بالجانب التعليمي للطفل كلما سهل عليها الجهد في تحقيق أهداف عملها كمعلمة في مرحلة الروضة.