ان تعلم اللغات الاجنبية الى جانب اللغة الام لامر مهم, واساسي في تحقيق تنمية ذاتية للفرد خاصة وللمجتمع عامة.فتعلم لغة اجنبية يكسب صاحبها مهارات مختلفة مابين مهارات لغوية وتربوية وتعليمية,هذا الى جانب اكتساب مهارة ثقافية من خلال التعرف على ثقافة الشعوب الاخرى,فان اهم عامل يساعد على معرفة عقليات الشعوب الاخرى ومناهجهم وثقافتهم هو تعلم لغتهم.
ولعل اهم لغة اجنبية منتشرة ومشتركة بين معظم شعوب العالم,هي اللغة الانجليزية فان لم تكن اللغة الام للبلد الاجنبي نجدها اللغة الثانية في معظم الاحيان,اللغة الانجليزية يسعى الى تعلمها ومهارة النطق بها وفهمها من الاخر مختلف شرائح المجتمع,حتى الاطفال وهم الفئة الاكثر قابلية لتعلم اللغة الانجليزية بكل اتقان اذا نشؤوا على تعلمها منذ الصغر من خلال سنواتهم الاولى في المدرسة.
لكن هذا لايعني ان من تقدم بهم العمر لايمكنهم التعلم ولا يمكنهم الاستفادة من تعلم اللغة الاجنبية وبالخصوص الانجليزية,بل يمكنهم ذالك من خلال العزيمة والارادة والاصرار وهنا اضع قصة لاحد الاشخاص يحكي فيها وقائع حدثت له مع شاب اراد تعلم اللغة الانجليزية لحاجته الى كسب مهارات الترجمة فيقول في قصته
قصة شاب كويتي نابه، حدثت معي أثناء تدريسي للترجمة في دولة الكويت. فقد التحق هذا الشاب في دورة لتعلم أساسيات الترجمة من اللغة الانجليزية إلى العربية. وفي الواقع لم يكن هذا الشاب يجيد اللغة الانجليزية على الإطلاق. وفي خضم التدريبات المتلاحقة التي كنت أعطيها للمتدربين في الدورة، لم يكن هذا الشاب بالطبع يستطيع مجاراة زملائه في الترجمة تماما. وفي احد الأيام، انتحيت به جانبا، وسألته عن مدى جدوى التحاقه بهذه الدورة إذا لم يكن يعرف أساسيات اللغة التي يترجم منها، ولا يعرف مكونات الجملة الانجليزية، التي تشكل وحدة الترجمة. ونصحته بأن يوفر أمواله فيما لا طائل من ورائه، وأن الأولى به أن يلتحق أولا بدورة للغة الانجليزية، ثم بعد ذلك يفكر في دراسة الترجمة.ولم يقابل هذا الشاب تلك النصيحة بالانكماش، ولكنه واجهها بالتحدي والإصرار. فقد جاء في اليوم التالي ليسألني عما إذا كان من الممكن أن يدرس أساسيات اللغة الانجليزية بالتوازي مع أساسيات الترجمة، وأجبته بإمكانية عمل ذلك، ولكن الحمل التدريبي سيكون مضاعفا. ثم سألني بعد ذلك عن إمكانية دراسة اللغة الانجليزية بمفرده، وأن يكون ذلك داعما لدراسة الترجمة، وعن إمكانية مساعدتي إياه في ذلك.وكانت إجابتي بلا تردد أن نعم، أي يمكنه تحقيق ذلك، ولكن بشرط أن تتوافر لديه العزيمة القوية.
ويختم السارد قصته بان الشاب لم تمر عليه الا شهرين حتى قام بترجمة أحد الكتب الهامة في مجال تخصصه من اللغة الانجليزية إلى العربية.
ففعلا ارادة وعزيمة ورغبة قبل كل شيئ وتواضع في تقبل نصيحة الاخر جعلت الشاب يتفوق على ضعفه ويتجاوز عقبات مايحول بينه وبين تعلم اللغة الانجليزية.