لطالما تعالت الأصوات و الدعوات بضرورة مواكبة التطوير والتغيير ومسايرة العصر الحديث, في مختلف المجالات, بمافي ذالك مجال التعليم, المجال المهم والمصيري في حياتنا, ولايعترض عاقل على إيجابية هذه الضرورة, من أجل تحقيق التنمية المطلوبة, على مختلف الأصعدة, لكن بما أن لكل شيئ في الحياة ضوابط, فلابد أن ينضبط هذا التغيير والتطوير بضوابط الشريعة الإسلامية, ليس من باب الامتثال لأوامر الله فقط, بل من باب الاقتناع أيضا أن ما من ضابط شرعي, شرعه الله سبحانه لنا, إلا وفيه الخير الكثير لهذه الأمة دينا ودنيا.
وكذالك الأمر بالنسبة لمعضلة الاختلاط بين الجنسين في المدارس عامة وداخل الفصول خاصة وفي نفس الطاولة, معضلة نجد من يعتبرها, نوعا من أنواع التحضر والتطوير, ولو أنها كذالك لأمر الله بها, فالإسلام أتى أساسا ليخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور العلم والتحضر بمنهجية إسلامية تحفظ المسلم في دينه ونفسه.
إن آفة الاختلاط في المدارس انطلاقا من مراحله الأولى, مشكلة تعليمية كبيرة, تغيب إيجابياتها أمام خطر سلبياتها, هذا الخطر الذي بات يعترف به حتى منهم ليسوا على دين الإسلام, من الغرب أوما يعرف بالدول الغربية المتقدمة والمتحضرة علميا, والتي نجد من اعترف منها بخطورة الاختلاط بين الجنسين في مدارسها, بل وطبقت مبدأ الفصل مبدءا عمليا.
وهنا نستشهد بحديث د. عيسى بن خليفة السويدي, في مقاله بعنوان:(الغرب يعود إلى فصل البنات عن الأولاد في المدارس), حيث قال في فقرة بعنوان:
منهجية الغرب في التغيير التربوي:
(ما لفت إنتباهي وأثار إعجابي٬ ليس كون الغرب بدء يتبنى بعض أفكارنا كفكرة الفصل بين المراهقين في المدرسة إنما منهجيتهم في التحول من الإختلاط إلى الفصل بين الجنسين. عندما يثبت في الغرب أن قانون ما أصبح ضرره أكبر من نفعه يتحرك المجتمع ككل للضغط بإتجاه تغيير القانون. فمراكز البحث تعمل من أجل إثبات خطأ القانون ومن ثم تتبنى وسائل الإعلام الحرة نشر الرأي الصحيح حول القانون ويتحول الأمر بعد ذلك إلى تعبئة شعبية تضغط على المشرع لتغيير القرار. عندما يشعر صانع القرار أن هناك مطلب شعبي مبرر لا يتردد في تغيير القرار. هذا ما حدث بالضبط في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بدأت الكنيسة منذ عقود تحتج على إختلاط المراهقين في المدارس وعندما يئست من تغيير القانون لأنها لم تملك الأغلبية لجأت إلى فتح والتعليمية للمدارس غير المختلطة وبدأت تتشكل مؤسسات مجتمع مدني قوية تسوق لفكرة الفصل بين الطلاب في المدارس وعلى رأس هذه المؤسسات Single Sex Education التي عملت مدارسها الخاصة غير المختلطة. ومع مرور الزمن بدأت سلبيات الإختلاط تظهر وأخذ المختصون يدرسون ظاهرة الإختلاط ونشر سلبياتها في وسائل الإعلام والتبشير بالفوائد الإجتماعية على توعية المجتمع الأمريكي بالفكرة مما أدى ٬ كالعادة٬ إلى بروز أصوات ليبرالية معارضه لهم لكن هذه الأصوات لم تثنهم عن مطلبهم بل استمر السجال ما يقارب 10 سنوات حتى حسمه الرئيس جورج بوش عام 2006 بإصداره لقانون يسمح بفتح مدارس حكومية غير مختلطة.)
وللتعرف أكثر على سلبيات الاختلاط وآثاره الوخيمة في المجال التعليمي, وقس على ذالك باقي المجالات وبدون ضوابط , نقترح عليكم تحميل كتاب رائع للأستاذ (عثمان محمد عثمان), الذي تطرق من خلاله إلى موضوع الاختلاط بين الجنسين, من واقع التجربة العملية في مجال التعليم, لسنوات وسنوات, كما أشار في مقدمة كتابه:(اختلاط الجنسين في مدارسنا), ولتحميله إليكم الرابط المباشر:
http://files.books.elebda3.net/elebda3.net-wq-2895.pdf