حاجة التلميذ إلى الاحتواء والدعم أولى من حاجته للعنف وتعريض أحلامه للهدم

مهارات التدريس – مع الأسف الشديد, بتنا نسمع عن ظواهر عنف, شرسة صراحة ولا تقبل بحال في بعض الأوساط التعليمية, إما من المعلم اتجاه طلابه, أو الطالب اتجاه معلمه.

فما هي تراها أسباب هذا التوتر في هذا الوسط الحساس والمصيري, الذي من المفروض, أن تتسم مكوناته وأطره وتتصف بكامل الرزانة والهدوء, حتى تتمكن من تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة؟

وأين الخلل؟ هل الخلل في بعض العناصر الطلابية, التي تعاني من خصائص انفعالية حادة, نتيجة لاعتبارات عدة, فلاتقبل من ينهرها أو يسئ إليها, أو حتى يوبخها, إن كان من الأهل أو المعلم؟

أو أن الخلل, في بعض الاطر التعليمية, الغير القادرة على الفصل بين الأفكار, فتقحم مشاكلها الأسرية والخارجية, في ميدان العمل, فيدخل المعلم الفصل وفكره مشحون, فلايجد إلا طلابه, ليفجر فيهم غضبه وضغوطاته.

أو أن العنف أساسا عند بعض المعلمين, هو مبدأ ومنهج حياة, طبق عليه, فتوهم أنه أثمر فيه إيجابيا, فيطبق نفس المنهج على طلابه, متناسيا أن لكل جيل خصائصه, فالطالب الذي كانت ترتعش فرائسه, من نظرة حادة من معلمه, بات واقعا مرفوضا وغير موجود, بل قد يباشر برد النظرة, أو يصيبه رهاب واكتئاب وحالة نفسية حادة, فلا ينام الليل وكوابيس وتبول لاإرادي, وقس على ذالك من انعكاسات سلبية نسمع عنها بل ومنا من عايشها, جراء ما قد يتعرض له الطالب من عنف مدرسي من معلمه, بل وحتى  الاباء الذين كان يقولون للمعلم:(خذ اللحم واعطنا العظم), أيضا واقع اندثر, او يكاد, فلا الطالب يتحمل العنف ولا الاباء والأمهات, يقبلوا بأن يمارس العنف على أطفالهم من معلميهم.

وبالتالي, يجب إعادة النظر في طريقة التعامل مع التلاميذ, مهما كانت خصائصهم, طبيعية أو غير طبيعية, فالمعلم الجيد, هو الذي يحسن التكيف مع كافة خصائص طلابه, ويصقل مهارة هذا التعامل بالتدريب الجيد والمتواصل, وحضور دورات تدريبية تساعده على ضبط أعصابه مع طلابه والحالات المستفزة منها, وكيف يفصل بين أفكاره وانفعالاته.

ولنعلم أن التلميذ يحتاج من معلمه, إلى احتواء لأفكاره وخصائصه فيوجهها إلى ماهو إيجابي, احتواء لقدراته الذهنية والمعرفية والإيمان بهذه القدرات, فينميها بمهارات تدريسية مساعدة, ومشوقة ومواكبة لمنهجية التعليم الحديث, مع الحفاظ على الثوابت, احتواء لمشاكله التعليمية أو حتى الشخصية فيساعده على تجاوزها وتقنينها.

احتواء سيكسب الطالب ثقة, في ذاته وقدراته, وسيكون له بمثابة دعم تلقائي, يمده بالطاقة ويحبب إليه الرغبة في التعلم, ويقوي بلا أدنى شك للعلاقة بينه وبين معلمه, وبالتالي فالنتيجة بإذن الله, أكيد ستكون مذهلة, تتلخص في كلمة واحدة وهي: (نجاح).

نجاح لكلا الطرفين, نجاح للمعلم في أداء مهمته, وتأدية أمانته, ونجاح للطالب في مسيرته التعليمية بل والحياتية, فكم من طالب مدين لنجاحه في الحياة بفضل الله, لمعلمه.

 

Comments (0)
Add Comment