إن مرحلة إعداد الموضوع, من أهم المراحل الاستعدادية والتحضيرية لإلقاء محاضرة ما, انطلاقا من اختيار الموضوع المراد التحدث فيه, وكما أشرنا في مقالات سابقة, يجب أن يتم اختيار الموضوع بناءا على قاعدة: الموضوع المناسب في الوقت المناسب, وفي مقالنا اليوم سنتطرق إلى أساسيات هذه المرحلة, لاجل اكتساب مهارة الإلقاء المؤثرة:
فماهي مراحل إعداد الموضوع؟
– تحضير الموضوع:بعد الاستعانة بالله ابدأ باختيار الموضوع المناسب من حيث مناسبته للوقت, وطريقة كتابته بأسلوب يناسب مستوى الحضور ويحترم قدراته على الفهم والاستيعاب.
– تحديد الهدف من الموضوع: لايمكن بعد اختيار الموضوع, أن لاتختار الهدف من طرحه, إن كان بغرض تغيير مفاهيم مغلوطة, أو تعزيز مفاهيم صحيحة, او ترغيب أو تنبيه….الخ, فعدم وضوح الهدف من كلام الملقي, كما أفاد المختصون: يؤدي إلى انصراف المستمعين عن حديثه، بطريقة أو بأخرى. وستكون مهمة المنصت مستحيلة، إذا كان المتحدث نفسه لا يعرف عن ماذا يتحدث. عدم وضوح الهدف ربما يولد فهماً مغلوطاً لدى المستمع، ومثال ذلك عندما يناديك شخص ما وأنت على وشك القيام من المجلس ويقول: أريد معرفة رأيك في موضوع معين” دون أن يوضح ماذا يريد، فإن ذلك يؤدي إلى مللك وشرودك عن حديثه.
– تحديد الوقت للتحضير: بحسب التجارب, فإن تحديد الوقت اللازم لتحضير موضوع المحاضرة مهم جدا, انطلاقا من تحديد وقت بداية التحضير إلى وقت النهاية منه,فلا تدع الوقت مفتوحا, لأن ذالك لن يساعدك على الإنجاز.
– تجميع المراجع: بعد تحديد فكرة موضوعك, قم بتجميع وإعداد الكتب والمراجع التي تستند إليها, في كتابتك, وابدأ بقرائتها جيدا, والتقط المعلومات المهمة, وقم بصياغة الأفكار بناءا على أسلوبك وليس بأسلوب غيرك, إلا من باب الاستشهاد بقول كاتب معين في موقف ما, فاذكر اسمه, ولاتحرف في كلامه.
وإن كان الأولى أن تستشهد في محاضرتك بايات قرانية,أو أحاديث نبوية صحيحة, وكذالك القصص الواقعية المؤثرة, والإحصاءات المضبوطة, لتعزيز كلامك بالحجة والدليل فتكون أكثر تأثير.
– تحديد المحاور الأساسية للموضوع: انطلاقا من الفكرة العامة التي سيدور عليها الموضوع, والأفكار الجزئية, وبناءا على ذالك قد بتحديد فكرة المقدمة والعرض والخاتمة.
– اختيار العنوان المناسب: قد نجد اختلاف في مسألة اختيار العنوان, فتمت من يختر عنوانا لمحاضرته أو موضوعه, بعد الانتهاء من كتابة الموضوع, وتمت من يعجل باختيار العنوان قبل الكتابة مباشرة فقط بعد الانتهاء من الإعدادات الأولية.
وفي كلا الحالتين, فتمت قواعد يتم على أساسها اختيار العنوان المناسب:
– حدد عنوان الموضوع من خلال الفكرة العامة والرئيسية لموضوعك.
– اختصر كلمات العنوان وركز على أسلوب الاستفهام فهو جاذب, أو افتتاحية مشوقة, كشاهد او تعرف على….الخ.
– من الأفضل اختيار العنوان بعد الانتهاء من كتابة الموضوع فهذا أسهل وأيسر.
– تجنب العناوين المكررة مهما كانت مشهورة,بل اجعل لك أسلوبا خاصا بك في اختيار العنوان المناسب لموضوعك.
وبهذا نكون قد أجبنا عن جانب من السؤال المطروح في العنوان, عن كيفية إعداد موضوغ محاضرتك, حتى تتمكن من إلقاء محاضرة منظمة, ممنهجة, تؤتي أكلها وأهدافها المأمولة.
أحدث التعليقات