لربما مهنة التعليم هي عطاء اكثر مما هي اخذ,ففكرة التعليم التطوعي تبدوا نوعا ما فكرة مثالية, الا انها احيانا ضرورة ملحة تحتاج الى متطوعين من اهل المجال لتقديم الدعم والمساعدة في مجال التعليم لمن هم بحاجة الى ذالك كالفقراء ومساندة الجمعيات الخيرية التي تتولى رعاية اليتامى والمعوزين من المجتمع وسكان البوادي وغيرهم ممن هم بحاجة الى تذوق حلاوة التعليم.
وقد خاضت ماليزيا تجربة مهمة في مجال التعليم التطوعي في فترات سابقة من تاريخها,تجربة اعترضتها مجموعة من العقبات ذكرها رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد في احدى محاضراته,والتي افاد بمعلومات مهمة تفيدبانه خلال فترة الاستعمار كانت هناك بعض المدارس والمؤسسات التدريبية تملكها وتديرها هيئات تطوعية. ومع ذلك كانت معظم المدارس التطوعية الخاصة تديرها هيئات تنصيرية، لم يكن هدفها مقتصرًا فقط على توفير التعليم، لكن أيضًا نشر الدين المسيحي.
ولانه لم يكن مسموحا وفق معاهدات ماليزيا الدولية بتنصير المسلمين اضاف رئيس الوزراء الاسبق انه وفقًا لمعاهدة مع الدولة الماليزية، لم يكن مسموحًا لهم بتنصير المسلمين، لذلك استثنوا الماليزيين المسلمين من حضور فصول الدين المسيحي.ولأن الماليزيين كانوا يدينون بالإسلام، فقد كان هناك عدد ضئيل جدًا من الماليزيين في تلك المدارس التنصيرية.
ايضا من العوامل التي اعاقت التجربة الماليزية في التعليم التطوعي طامة الفقر,نعم انه فعلا طامة افاد الرئيس الاسبق:عقبة كؤودٌ أخرى تقف في طريق التعليم التطوعي بين المسلمين تكمن في (الفقر). فقليل جدًا من بين هؤلاء الأشخاص وهذه المنظمات من كان قادرًا على تقديم التعليم المجاني، ولو كان دينيًا. كما كانت البعثات التعليمية قليلة جدًا، اللهم إلاّ من كانت تمنحهم الحكومة الاستعمارية فرصة تلقي التعليم في المدارس الحكومية، أو في الخارج. بشكل عام يمكننا القول إن العمل التطوعي كان يلعب دورًا متواضعًا في التعليم بماليزيا خلال فترة الحكم الاستعماري.
نعم كانت تلك اذا تجربة ماليزيا في التعليم التطوعي وما اعترضه من عقبات وعثرات,استطاعت ماليزيا تجاوزها,ولم تعد تطالب بتعليم تطوعي بل تشجع على ضرورة دعم التعليم من قبل الحكومات بكل وسائل الدعم المادية والمعنوية,والتي من شانها توفير تعليم متقدم يساهم في بناء جيل طلابي كفيل بخدمة نفسه وبلده من خلال اثبات ذاته وقدراته فيما تعلم,تعليم طبعا لايتعارض مع تعاليمنا الاسلامية ولا يمنع من تحقيق التنمية الذاتية والاجتماعية.
أحدث التعليقات