على الرغم من أن تهيئة جو غرفة الصف أو البيئة الصفية لتكون بيئة فاعلة هي عملية تبدو صعبة للكثيرين إلا أنها ليست مستحيلة. أوضحنا في مقال سابق علامات البيئة الصفية الناجحة، والتي هي بالتأكيد بيئة فاعلة إذ أن كل من فيها يدرك دوره تماماً ويطمح لأن يقدم المزيد كل يوم. في هذا المقال سنتناول 5 خطوات عملية بسيطة تجعل الوصول إلى هذه البيئة الصفية المرجوة أمراً أكثر سهولة، أو لنقل ليس بالمستحيل أو صعب المنال.
الخطوة (1): كن متمكناً مما تقدمه لطلابك..
حاول أن تكون متمكناً من الناحية الأكاديمية في المقرر الذي تدرسه. اعرف محتواه بعمق، وكن مستعداً لما هو آتٍ بدون أي ثغرة، لأنك إذا لم تكن مدركاً لكامل المقرر مسبقاً فإن توقعاتك قد تخل بمصداقيتك، وتظهر أوجه قصورك لطلابك، وهو ما يقلل من قيمتك لديهم. الطلاب في المراحل العليا (طلاب الثانوية) لديهم قدرة كبيرة على اكتشاف ثغرات المعلم، وما إذا كان ملماً ومتمكناً من المقرر الدراسي أم لا، وغالباً بمجرد أن يشعروا بأنك غير متمكن يقل احترامهم ويبدأون في الفوضى.
الخطوة (2): تعرّف عليهم فرداً فرداً..
حاول بمجرد بدء العام الدراسي أن تتعرف على طلابك، وأن تحفظ أسماءهم فرداً فرداً فهذا من شأنه أن يقربك إليهم، وفي الوقت نفسه يجعلهم أكثر حيوداً عن الفوضى. أشعرهم بالاحترام والاهتمام، فهذه الأمور من أكثر الأشياء التي تحبب الطلاب في سن المراهقة بك كمعلم، وكما يقول الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، فطالما استعبد الإنسان إحسان.. قربهم إليك، ولكن احذر أن تكسر الحاجز الذي بينك وبينهم فبعضهم يخطيء التفريق وقد يقلل من احترامك وهيبتك لديه.
الخطوة (3): لا للعقاب..
حاول بقدر الإمكان أن تتجنب أسلوب العقاب مع طلابك، بدلاً من ذلك ابحث عن أساليب الإدارة الصفية التي تجعل من الممكن السيطرة على المشكلات قبل وقوعها. حاول أن تقضي على أسباب المشاكل بمجرد وقوعها في حال وقعت، وأن تشركهم في حل المشكلة دون أن تشعرهم بأنهم معاقبون، فذلك من شأنه أن يرفع روحهم المعنوية ويجعلهم أقدر على الانتاج والتفاعل.
الخطوة (4): كن قدوتهم..
عرِّف نفسك منذ اليوم الأول إلى طلابك وزملائك من المعلمين كمعلم متفانٍ ومدرك لدوره في المجتمع. افعل كل ما يفعله المعلم المثالي.. ضع لنفسك جدولاً زمنياً، ونظم أغراضك وقاعة التدريس لديك، اجعل قواعدك الخاصة بك لطلابك منذ اليوم الأول، قدم دروساً إضافية أو حصصاً للضعاف، كن ملهماً لطلابك، وشاركهم في الأنشطة الإضافية. كل ذلك من شأنه أن يجعلك مسموعاً لديهم، ويجعلهم مطيعين لك.
الخطوة (5): تحمل المسؤولية..
تحمل مسؤولية أي هفوة تحدث منك أمام طلابك، واعترف بأخطائك فكلنا بشر وابن آدم خطّاء، وإنما خير الخطّاؤون التوابون.. لا تعقد الأمور في حال نبهك أي من طلابك لشيء نسيته أو أخطأت في تقديمه. اعترافك بأخطاءك يجعلك أكبر بكثير في نظرهم، وفي الوقت نفسه يعلمهم تحمل المسؤولية في المقابل هم أيضاً.
الخطوة (6): لا للغضب..
تعلم استراتيجيات التحكم بالغضب، ولا تهتاج أو تغضب مهما فعل طلابك فهذا يظهر ضعفك لديهم، وكثير من الفوضويين يستمتع بغضب المعلم كونه بذلك أظهر ضعفه للطلاب. يمكنك الرجوع إلى مقالنا عن كيفية التحكم بالغضب عندما يتحدى التلاميذ مدى صبرك.
في النهاية نعلم أن هنالك الكثير من الاستراتيجيات التي يمكن بها خلق بيئة صفية ناجحة، وفي هذا المقال اخترنا الأساسيات التي تدعم ذلك لا أكثر. نصيحتي إليك.. فكر مع نفسك في الصفات التي تتمنى أن تكون في مديرك أو التي تمنيتها في أستاذك حين كنت طالباً، وإذا طبقتها مع طلابك تأكد بأن النتيجة ستكون بيئة صفية ناجحة وفاعلة ومميزة.
بحث موجزيحمل فوائد كثيرة نحتاجها دوما
بوركت جهودكم
جزاكم الله كل خير.