التعليم الخصوصي واقع فرض نفسه في المجتمعات ونخص بالذكر المجتمعات العربية,ولايمكن تجاهله في جميع الاحوال,ولربما جرى العرف على ان التعليم الخاص هو خاص بفئة معينة من شرائح المجتمع,وطبعا الطبقة الميسورة والقادرة على دفع تكاليف هذا النوع من التعليم لاولادها,تكاليف بصراحة فعلا مكلفة ولا يمكن بحال نكران ذالك.
الا انه وفي السنوات الاخيرة الواضح ان حتى ذوي الدخل المتوسط والمحدود ايضا,اتجهوا الى هذا النوع من المدارس الخصوصية والسبب واضح طبعا,فقد اشتغلت في القطاع الخصوصي لسنوات وكنت الاحظ الفرق الواضح بين المستوى التعليمي للتلاميذ الذين كانوا يلتحقون بالمؤسسة الخاصة التي اشتغل بها ,وبين المستوى التعليمي للتلاميذ الذين دروسوا من بداياتهم بهذه المؤسسة.
لكن ما الاسباب التي تجعل من قطاع التعليم الخصوصي متفوق نوعا ما او كثيرا على القطاع العام.علما ان اجور المدرسين بالقطاع العام لربما اكثر من اجور المعلمين بالقطاع الخاص.لكن الواضح ان ليس الاجر المرتفع هو الذي يشجع الاستاذ على العطاء بل ايضا الظروف التي يشتغل بها هذا الاستاذ,والتي يجب ان تكون مناسبة ومناسبة جدا ومشجعة على بذل المجهود.وظروف اشتغال المدرس بالمجال الخصوصي تختلف كثيرا عن ظروف مجال اشتغال استاذ القطاع العام .فالمدارس الخصوصية تعطي اهتماما اكثر بمكان اشتغال المعلم وتدريس التلاميذ من ناحية الديكور من ناحية النظافة,ايضا المدارس الخصوصية توفر كل الامكانات والوسائل التعليمية التي سيحتاجها التلاميذ والمدرسين كل حسب اختصاصه.الى غير ذالك من الظروف الايجابية التي يشتغل بها المدرس ويدرس بها التلاميذ والتي تساعد على توفير جو دراسي ملائم ومثمر النتائج.
وطبعا هنا لا نعطي عذرا لاساتذة القطاع الخاص في اهمال دورهم الاساسي ومسؤولياتهم التي يجب تحملها اتجاه تلاميذهم بغض النظر عن الظروف المحيطة.فالتعليم امانة والمسلم يحاسب على امانته.
لكن تمت اشكال قد تجعل من هيئة المدرسين يحبذون العمل بالقطاع العام بسبب رغبتهم بالانتماء الى الوظيفة العمومية,لانها اكثر امانا ماديا ,في حين عملهم بالقطاع الخاص قد يكون غير ثابت ومهددين بالطرد في اي لحظة ومرتبط بتعاقدات محددة لسنوات او اشهر محددة.
ايضا تمت عتب على بعض مناهج التعليم الخصوصي التي تنتهجها بعض المدارس الخاصة والتي تلغي جانب المبادئ والتعليم الاسلامي, اوبالاحرى الذي تهمشه مقارنة مع باقي الحصص,فمثلا تجدها لا تعطي نفس الاهمية لتدريس اللغة العربية بنفس الاهمية بالنسبة للغات الاخرى,الى غير ذالك من سلبيات في المنهج التعليمي لبعض المدارس الخصوصية وليس كلها.
وهنا اختم بقصة وقعت لي شخصيا ذهبت الى احدى مدارس الروضة الخاصة لادخال ابني سنة اولى,فتفاجئت بانهم لايدرسون اللغة العربية في تلك السنة الا في السنة الموالية في حين يدرسون لغة اجنبيه اخرى,استراتيجية غريبة وخطيرة لالغاء الهوية العربية والاسلامية من خلال تهميش لغتنا الام.وبالتالي فالتعليم الخصوصي له سلبيات كما له ايجابيات.
أحدث التعليقات