لا يختلف اثنان, في مدى تأثير التلفاز على أطفالنا, طبعا تأثير سلبي أكثر مما هو إيجابي, خصوصا عند المبالغة في مشاهدته, دونما ضوابط أو توجيهات منا لهم نحن البالغين, فيما يجب مشاهدته من جهة, والمدة الزمنية المحددة التي لا يجب تجاوزها في اليوم في مشاهدة الأطفال للتلفاز من جهة ثانية.
فماهي سلببات التلفاز على أطفالنا على المستوى السلوكي والتحصيلي الدراسي؟
لقد أحصت الدراسات والأبحاث بحسب الخبراء سلبيات عديدة لمشاهدة الأطفال للتلفاز لفترات طويلة, تعود بما لايحمد عقباه على صحتهم النفسية, نذكر منها:
- صعوبة النوم والميل إلى رفضه ومقاومته, مما يزيدهم قلقا وانفعالا.
- عرقلة تطور نموهم العقلي والوجداني, وعدم القدرة على التعليم الذاتي.
- ضعف التحصيل العلمي بسبب عدم القدرة على التركيز.
- عدم القدرة على الانتباه لفترات طويلة.
- إعاقة عملية بناء القدرات المعرفية, واكتساب المهارات التعليمية اللازمة.
ولعل ظاهرة العنف التلفزي, هي أشد فتكا, وأكثر خطورة على سلوكيات أطفالنا, عنف مع الأسف منتشر حتى في المواد الإعلامية التي من المفروض أنها موجهة للأطفال, بما فيها الرسوم المتحركة.
يقول رئيس “الرابطة الأمريكية النفسية للشباب والعنف” “د. ليونارد ريرون”: ” لقد أصبح واضحاً للمجتمع وبدون أدنى شك أن التعرض الزائد للعنف التلفازي هو أحد الأسباب المهمة وراء تفشي السلوك العدواني والجريمة والعنف”.
طيب ماذا عن أطفال مجتمعاتنا العربية؟
ورد في بحث رائع عن مدى تأثير التلفاز على سلوكيات الاطفال, لأحد خبراء التنمية (عبدالرحمن الذبياني), ورد فيه نقاط مهمة جدا, أهمها أن إحدى الدراسات أكدت أن البرامج التليفزيونية المخصصة للأطفال والتي يصدرها الغرب إلى العالم العربي والإسلامي تحمل في ثناياها كل ألوان التطرف والعدوانية، وأنه دائمًا يغلفها بشعارات براقة مثل حرية الإعلام والصحافة النزيهة والديمقراطية، لكنها في حقيقتها تضم كثيرا من العنف والجريمة والعدوان، وأن ذلك من شأنه أن يعمل على تدمير قدرات أطفالنا وزيادة احتمال حدوث السلوك العدواني لديهم بنسبة أكثر من 70{e2461a2897deda3ab7f1c3c188586f385e09b16eca558645221f42eb367596f1} عن الحد التربوي المتفق عليه.
وعن البدائل والمقترحات بحسب البحث, فينصح بالاتي:
1- العمل على مراقبة البرامج التي تقدم للأطفال والتعليق على المشاهد المخالفة بما يتناسب من تنبيه تربوي أبوي يتوافق مع عقيدتنا وعاداتنا.
2- إتاحة الفرصة للأطفال لمشاهدة البرامج الهادفة في بعض القنوات المشهود لها بالصلاح والإرشاد والتوجيه حسب أهدافها المنشودة والتي تنطلق من قيمنا الدينية والحياتية.
3- وضع بدائل تربوية أخرى لتقنين في مشاهدة التلفاز وتشجيعه على مزولة الألعاب الجماعية المنمية للذوق والمذاكرة 0
4- تفعيل دور الأسرة في مشاهدة التلفاز مع الطفل وتشجيعه على التربية والتدريب لبقائه في أجواء جديدة ونشيطة ذات فعالية مغايرة.
5- ضرورة أن تتولى القنوات الفضائية أهمية الإنتاج المشترك لإنتاج أفلام الكرتون بما يتناسب مع قيمنا مع ضرورة التخطيط لهم في برامج إعلامية على مدار العام تتناسب مع طموحاتهم ومتطلباتهم.
6- المطالبة بإنتاج محلي لبرامج وأنشطة وفعاليات خاصة بالأطفال وإقامة مراكز متخصصة بإصدار المواد الإعلامية بشكل عام .
7- البحث عن شخصيات كرتونية تستلهم شخصياتها من الموروث الإسلامي مع تشجيع الأفكار والمواهب الجديدة.
أحدث التعليقات