مما لاشك فيه, أن النظام هو أسلوب حياة إيجابي جدا, كلما استطعنا تطبيقه على أرض الواقع, والالتزام به, كلما سهل علينا الصعب, وربحنا الوقت, ووفرنا الجهد, فبالنظام ترتقي أفكارنا, ونطور ذواتنا, ونوفي مسؤولياتنا, ونعزز مبدأ الثقة في الذات, ولا نخاف المطبات.
والنظام, هو مهارة مكتسبة, لكنها مهارة لا يكتسبها المرء بين عشية وضحاها, بل تحتاج إلى تدريب, واستمرارية بالمدوامة عليها, حتى يصير النظام, جزء لايتجزأ من يومياتنا, ولعل العالم , الذي يصعب علينا إيجاد النظام فيه, هو عالم الأطفال, عالم مليئ بالفوضى, والعشوائية, لعب هنا وهناك, قميص هنا وقميص هناك, الأم ترتب وتنظم, والأطفال يقلبون عاليها سافلها, لا لسبب فقط لأنهم أطفال.
لكن هل يصعب تعليم مهارة النظام لأطفالنا كاباء وأمهات, ومعلمين بالروضة والمدرسة؟
لاطبعا ليس بمستحيل, بل بالعكس تماما, فكلما نشأ الطفل على النظام, ووجهناه, إلى تنظيم لعبه, تنظيم غرفته…, تنظيم عالمه الصغير, كلما نشأ شابا أو شابة, على قدر عال من النظام والمسؤولية.
وإليكم مزيدا من الأفكار المنزلية التي تساعد الطفل على اكتساب مهارة النظام:
- تعمد ترتيب الأشياء أمام أعين الأطفال, تلقائيا وبأريحية تبدوا علينا ونحن نقوم بذالك, حتى يعلموا أننا نقوم بعمل ممتع, وبالتالي نكون لهم قدوة كأسلوب تعلم بالنمدجة.
- تخصيص أماكن محددة, لأغراض الأطفال, وتوجيههم, إلى إعادة تلك الأغراض إلى أماكنها بعد الانتهاء من استعمالها, كاللعب, والملابس, والأدوات المدرسية….إلخ.
- إعطاء تعليمات واضحة للأطفال, عليهم القيام بها, يوميا وفي وقت معين, ولعل كتابتها كجدول منظم على ورق مقوى, وتعليقها في مكان بارز, للأطفال يكون أفضل.
- توفير أدوات لتخزين الأشياء, وترتيبها, من النوع التي يحبها الأطفال, لونا وشكلا, وتكون مناسبة طبعا لهم, بل نشجعهم على اختيارها بأنفسهم, عند أخذهم معنا لاقتنائها, كالأكياس الملونة, والعلاليق الصغيرة, والسلال الخاصة….وغيرها.
- تعليم الطفل, أن النظام يشمل أوجها عديدا, فلايقتصر فقط على تنظيم الغرف والخزانات, بل أيضا تنظيم الوقت, تنظيم الأكل من خلال نظام غذائي سليم, تنظيم المواعيد, تنظيم وقت النوم, وقت اللعب, وقت الدراسة وهكذا…
فالتنظيم كما قلنا أسلوب حياة, يجب تربية الأطفال وتنشئتهم عليه, في عمر مبكر, حتى يسهل عليهم اكتسابه كمهارة ضرورية, وليست من الكماليات, بل اكتسابها كضرورة حياتية, تمنح الثقة في الذات.
أحدث التعليقات